كيف تتعامل مع شخص يستهزء بك أمام الجميع؟

كل فرد منا يمكن أن يواجه على مدار حياته أشخاص يعتبرون وسائل السخرية والعدوانية السلبية الشائكة طريقة تواصل مع الآخرين، ومن الممكن أن يكون هذا الشخص والد، أو رئيس في العمل، وحتى الأصدقاء والزملاء، ولهذا نتعرف معًا عبر موقع أنوثتك على كيف تتعامل مع شخص يستهزء بك، والعديد من المعلومات الخاصة بالسبب وراء اللجوء إلى هذه الطريقة في التعامل، وحتى مع النية الحسنة التي يتحججون بها.

كيف تتعامل مع شخص يستهزء بك

في البداية لا بد من الإشارة إلى أن الاستهزاء، أو السخرية عبارة عن كلمة من أصول يونانية تم اشتقاقها في الأساس من الفعل اليونان sarkázein، والذي يشير في معناه إلى تمزيق اللحم، أو التحدث بمرارة، وهو إشارة إلى الازدراء، والتقليل من شأن الآخرين.
أما عن إجابة سؤال كيف تتعامل مع شخص يستهزء بك فتأتي بالشكل التالي:

التمييز بين السخرية المرحة والجارحة

• في البداية لا بد من الإلمام بالغرض وراء السخرية، هل الأمر مجرد رغبة في الفكاهة وإضفاء مرحة على الأجواء، أو هي ناتجة عن توتر، وغيرها من مواقف لا يكون المقصد منها الاستهزاء أو الاستهتار بالفرد.
• بينما يمكن استخدام الاستهزاء والسخرية في بعض الأحيان كسلاح لفظي قوي.
• من المهم الإلمام بالفارق بين الطريقتين من أجل تجنب المبالغة في رد فعلك إذا كان الشخص الساخر يحاول فقط أن يكون مضحكًا، أو يحاول أن يخفي توتره.
• بشكل عام، إذا كانت الملاحظة المذكورة لا تشير إلى شخص ما، فمن الممكن أن يكون المقصود منها الفكاهة.
• لكن في أحيان أخرى، يجد الناس شيئًا يمكن أن يصبح مزحة ويقولونه على الفور دون تفكير، ومن الممكن أن يؤذي شخصًا ما.
• على سبيل المثال:
  • قد يحاول شخص ما إضافة أجواء فكاهية، والحد من التوترن وتحسين الحالة المزاجية في طابور طويل فيقول: “أوه، أنا سعيد جدًا لوقوفي في هذا الطابور الطويل السخيف الآن”، وهذا ليس دليلًا عن أنه يستهزئ بشخص ما، أو أنه شخص عدواني.
  • إذ يريد هذا الشخص فقط الحصول على بعض الضحكات الخافتة.
  • من ناحية أخرى، يمكن أن يُنظر إلى هذا الكلام على أنه وقح وساخر، اعتمادًا على النبرة التي يتم بها القول، مثل الإهانة: “واو، أنا محظوظ جدًا لأنك الشخص الذي أقف بجواره”، ويكون الأمر بطريقة ساخرة سواء في طريقة الإلقاء، أو النظرة التي يبديها للفرد.

تجاهل الملاحظة الساخرة

• واحدة أخرى من الطرق التي توضح إجابة كيف تتعامل مع شخص يستهزء بك تتمثل في تجاهل الاستهزاء، وهي أبسط طريقة للتعامل مع الموقف.
• فيمكن النظر إلى الشخص الساخر وإيماءة الرأس، وقل “حسنًا”.
• تعتبر هذه الطريقة وسيلة لتغيير محور المحادثة، وتساعد في البقاء واثقًا ومتماسكًا.
• كما يمكن تجاهل الملاحظة الساخرة تمامًا، والتظاهر بعدم سماعها، فإذا كانت نية المتحدث هي إزعاجك، فلا يجب أن تكافئه باهتمامك.
• حيث يبحث المستهزئ عن رد فعل، لهذا لا يجب تعطي أي مقابل أو قيمة له ولكلامه.
• هذا بجانب أنه يمكن أن تنتقل للتحدث مع شخص آخر تماما، إذ يساعد هذا في إرسال رسالة مفادها أنك غير راغب في الدخول في محادثة إضافية مع الشخص الساخر.

فكر في تصحيح الكلام باعتباره خطأ

• التصرف وكأنك لم تفهم المقصد من الكلام الساخر يمكن أن يصرف النية السلبية للمتحدث.
• فمن خلال الرد بإخلاص واضح، ستجعل التعليق اللئيم يبدو تافهًا.

أخبر الشخص عن شعورك تجاه الملاحظة

• في بعض الأحيان قد يكون الرد بصراحة هو الرد الأفضل على الفرد الساخر.
• خاصة إذا كان الشخص معتادًا على السخرية بشكل منتظم.
• ليس عليك أن تكون غاضبًا أو دفاعيًا، فقط قم بإخباره أن تعليقه لم يكن مضحكًا، وأنه تعليق يؤذيك.
• فمن ألا يستوعب الساخر الأمر، ولا يقصده على محمل الجد كما أخذته، حتى لو كان الأمر قاسيًا.
• لهذا يمكن اعتبار أفضل طريقة من خلالها يمكن معرفة كيف تتعامل مع شخص يستهزء بك بجعل تعليقك بسيطًا ومباشرًا، دون ذكر قائمة بالملاحظات التي قد تؤذي مشاعرك في الماضي.
• كما ينبغي الإلمام بأن رد الفعل هذا على التعليق الساخر لم يكن دعوة لمناقشة مشاعرك، لهذا أخبره بملاحظتك دون نقاش، أو سماح بالتبرير.
• كما يمكن إيجاد وقت للتحدث مع الشخص الساخر عندما يكون كلاكما هادئًا.

البقاء هادئًا

• الرد على تعليق ساخر بسخرية متعمدة لا يؤدي عادة إلى نهاية سعيدة.
• لهذا عندما تبدأ في الشعور بالرغبة في الانتقام، خذ نفسًا عميقًا وحاول ألا تقول أي شيء، وإذا أمكن، ابتعد عن الموقف.
• في حال كان هذا هو الوضع في مكان العمل، فإن الرد بغضب وبطريقة قاسية تجاه زملائك العاملين قد يعني فقدان وظيفتك أو عواقب سلبية أخرى.
• لهذا عليك أن تقوم بكل ما بوسعك لمنع نفسك من الاستجابة بسرعة.
• يمكن أن تعتمد على العد ذهنيًا إلى 10 قبل الرد، وإذا كنت لا تزال منزعجًا بعد العد إلى 10، كرر العملية من جديد.

فكر في سبب رد فعلك

• إذا كانت السخرية تتسلل إليك بالفعل، فهناك احتمال كبير أن يكون هناك شيء ما يحدث بداخلك، وابدأ في التساؤل بشأن هل هذا موضوع أنت حساس له بشكل خاص؟ هل تعاني من ضعف احترام الذات الذي يذكرك به التعليق؟
• في حال كان الأمر كذلك، فقد لا تكون السخرية هي المشكلة.
• لهذا سيكون عليك اللجوء إلى التحدث مع مستشار أو صديق حول المشكلات التي تسبب لك الشعور بالانزعاج بشكل روتيني.
• حيث يمكن لهذا الأمر أن يكون مفيدًا في التعامل مع المضايقات الاجتماعية.
• كما أن إعادة بناء ثقتك بنفسك وتقدير الذات بشكل، قد تساعد في زيادة المرونة أثناء التعامل مع المواقف الاجتماعية.

النظر في الخيارات المتاحة أمامك

• إذا كان الشخص الساخر شخصًا ستحتاج إلى الاعتياد عليه فحاول الرد عليه بأفضل طريقة ممكنة.
• في حال جاءت السخرية من شخص من غير المرجح أن تراه كثيرًا، فقد يكون من الأسهل تجاهل تهكمه.
• أما إذا كانت السخرية تأتي من شخص يجب عليك العمل معه أو رؤيته بشكل منتظم، فإن التحدث معه عن تأثير سخريته عليك غالبًا ما يكون خيارًا أفضل.
• فضلًا عن أنه لا بد من الإدراك بأن الشخص قد يكون لديه أسبابه الخاصة التي تجعله يرغب في رؤيتك تتفاعل مع سخريته.

ما هي السخرية؟

• السخرية هي الفعل أو الكلمات التي تقال من شخص ما بهدف إبداء ملاحظة يمكن أن تكون قريبة من الواقع، وهذا بغرض لفت الانتباه إلى موقف مثير للسخرية.
• من الممكن استخدام أداة لفظية عدوانية إلى حد كبير عند الرغبة في السخرية، ويمكن أن يقوم الفاعل في إخفاء السخرية كدعابة.
• كما يمكن أن تكون السخرية وسيلة للسخرية أو مضايقة شخص آخر.
• في أغلب الأوقات، يعتمد الساخر على نبرة صوت معينة تجعل من الصعب التفكير بالشكل المنطقي في هذا السلوك.

السخرية في علم النفس

من المضحك كيف ترتبط السخرية بالفكاهة، وكما وضحنا فيما سبق من خلال معرفة كيف تتعامل مع شخص يستهزء بك، فإن كلمة سخرية أو ازدراء تم اشتقاقها في الأساس من الفعل اليونان sarkázein، أي تمزيق اللحم مثل الكلب، وهي ليست صورة جميلة، ومع مرور الوقت تطور الفعل ليكون المقصود عض الشفاه بغضب أو التحدث بمرارة وسخرية.
بهذا تأتي تعريفات العلماء للسخرية في علم النفس بالشكل التالي:

• تعريف ويبستر الحديث بهذا الشأن يقول: “الفطنة الساخرة… تعتمد على لغة لاذعة وفي كثير من الأحيان ساخرة والتي عادة ما تكون موجهة نحو الفرد.”
• كما تمت الإشارة من قبل أكسفورد إلى: “استخدام السخرية للتقليل من الآخرين أو نقل الازدراء”.
• بهذا تكون السخرية في أغلب الأحيان متنكرة في شكل دعابة، وتشمل المرادفات بأشكال مختلفة، وكلها أشياء أقل من روح الدعابة التي يجب تلقيها.
• فتأتي السخرية من الآخرين لترضي شعور الساخر بتفوقه على الآخرين، وتصور من يسخر منه بأنه شخص ضعيف، خاصةً عند عدم القدرة على تحمل السخرية.
• الحقيقة هي أن الأشخاص الذين يعانون من السخرية بشكل مزمن يعتمدون في كثير من الأحيان على هذا التشويش للتعبير عن المشاعر والتواصل.
• فضلًا عن أن هؤلاء الأشخاص غالبًا ما يحملون خصائص سلبية عدوانية، وببساطة ليس لديهم القدرة على أن يكونوا صادقين بشأن مشاعرهم، أو يخشون المواجهة إذا عبروا عن آرائهم.
• في كثير من الأحيان، لا يرغب الشخص الساخر والعدواني السلبي أن يقترب الناس منه، وهذا بسبب عدم القدرة على التعامل مع العلاقة العاطفية الحميمة، بالإضافة إلى قلة الثقة في النفس.