القسم الإسلامي

ما هي أوثق عرى الإيمان وشرح الحديث

الإيمان بالله هو مفتاح الفوز بالجنة والنجاة من النار، ولذلك قدم النبي صلى الله عليه وسلم لنا معالم الإيمان كنعمة رحمة من الله تجاه البشرية، فالإسلام جاء كدين شامل يغطي جوانب الحياة الدنيا والآخرة، وقد بين الله لنا أساسيات الإيمان وأقوى العقد التي تقربنا منه، وهذا نعمة عظيمة من الله علينا، ونحن في هذا المقال عبر موقع أنوثتك سوف نعرف معًا ما هي أوثق عرى الإيمان وكيف نتمسك بها.

ما هي أوثق عرى الإيمان

الحب في الله هو أوثق عرى الإيمان حيث:

  • روى ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل أبا ذر: “ما هي أوثق عرى الإيمان؟” فأجاب أبو ذر: “الله ورسوله أعلم”. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله”. وفي حديث آخر قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله؛ فقد استكمل الإيمان”.
  • والعروة هي العقدة التي لا تنفك، وإذا تمكنت من تطبيق أقوى العقد، فقد استكملت إيمانك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. تأتي هذه العروة من حب الله، وهي أحد أسس بناء المجتمع الإسلامي المترابط، وتعزز المحبة والتعاون بين الناس. يأمر الإسلام بأن نحب إخواننا في الله ونساعدهم ونعطيهم، وهذا هو مبدأ الدين.
  • تخيل معي عزيزي القارئ مجتمعًا حيث يساعد أفراده بعضهم البعض بحب صادق، ليس مجرد ردود مجاملة أو عادات، بل لأنهم يحبون بعضهم كونهم إخوة مسلمين. فسبحان الله الذي فضلنا بهذا الدين السمح.

ما معنى كلمة أوثق عرى الإيمان؟

يتم تعريف العروة علة أنها العقدة التي تربط المسلم بدينه، وهي ما يتمسك به ويعتصم به من الدين للوصول إلى الجنة، وفي اللغة اللغة، يعرف مصطلح العروة بأنه جمع عروة، وهي العقدة التي تعقد بين حبلين لربطهما، أو تعقد لشد وسحب المتاع، أما عروى الإيمان، فهي العقائد التي تربط الإنسان بدينه، وأكثرها ثباتًا وقوة في الإيمان هي الحب في الله والبغض في الله.

ما معنى المقصود بالحب في الله والبغض في الله؟

الحب في سبيل الله يعبر عن مشاعر الإنسان تجاه ما يحبه الله من الأشخاص والأقوال والأعمال والأحكام، والبغض في سبيل الله يعبر عن انكراه الإنسان لما يبغضه الله، مثل الكافر بسبب كفره أو الفاسق بسبب فسقه، وسنشرح ذلك فيما يلي:

  • في حب الله يحب الإنسان ما يحبه الله، أي يحب المؤمن بالله الذي يتبع شرعه، ويبتعد عن محظوراته، ويتبع أوامره ويجتنب نواهيه، ويبتعد عن الابتداعات الدينية الباطلة والمنكرات. وهذا يشجع على تعزيز الحب والتآلف في المجتمع الإسلامي، حيث يحب الشخص الآخر لأنه مسلم أو لأنه يعمل الخير. وحب الشخص الفاعل للخير يحفز الآخرين أيضًا على فعل الخير وتجنب المنكرات، وهذا من أهم علامات الإيمان القوي بالله.
  • أنت تحب المسلمين حتى لو كانوا غرباء عنك، سواء كانوا عربًا أو أعجميًا، لأنهم مؤمنون تقيون يحبون الله ورسوله، وأنتم تحبون بعضكم البعض لأنكم تحبون الله ورسوله وتتمسكون بأقوى العقد، وهو الحب في الله.
  • أما البغض في الله، فهو أن تكره ما يكرهه الله ورسوله، فتكره الكافر لأنه يكفر بالله، وتكره الفاسق لفسقه، وتكره المبتدع لبدعته. ولقد نهانا الله عن حب الكافرين، لأن الحب يجلب معه الولاء والتعاون، فكيف يمكنك أن تتعاطف مع الكافر على حساب أخيك المسلم؟ إنه قد جاء في القرآن الكريم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ).

ما هو معنى الإيمان؟

الإيمان في اللغة العربية هو مصدر الأمان والاطمئنان، وهو مضاد للخوف. وعادةً ما يُفهم الإيمان بالتصديق، حيث يقال “آمن بالشيء” ليعني أنه صدقه. وفي الاصطلاح، الإيمان هو التصديق والتسليم بما أخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من عند الله.

  • فالإيمان يتضمن الاعتقاد والتصديق بما أخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم، والتصديق بأنه رسول من الله، ويتضمن أيضًا العمل بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. والإيمان له عدة أصول مترابطة، وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره. وهذه الأصول يجب أن يؤمن بها جميعًا، فلا يكون الإيمان صحيحًا إلا إذا آمن الشخص بجميع هذه الأصول ولم يترك أيًا منها.
  • وفي القران الكريم فقد تم التأكيد على قيمة الإيمان في الكثير من الآيات وذلك حسب ما جاء في قوله جل وعلا:
    • (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا)،
    • وقال تعالى: (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ).
  • الإيمان يعني أن يكون لديك اعتقاد صادق في قلبك، وأن تعبر عن هذا الاعتقاد بكلامك، وأن تعمل بهذا الاعتقاد بأفعالك. وعندما نتحدث عن الاعتقاد، فإننا نقصد أن يكون لديك إيمان وثقة بالله وبملائكته وبكتبه وبرسله وبالقدر، سواء كان القدر خيرًا أم شرًا. أما تصديق اللسان، فهو أن تعلن بوضوح الشهادتين، وهما الشهادة بوحدانية الله وبأن محمد رسول الله. وأما العمل بالجوارح، فهو أن تطبق وتتبع أوامر الله وتبتعد عن ما نهانا الله عنه. ومن أمثلة الأعمال التي يمكن أن تقوم بها بواسطة جوارحك هي الصلاة والصوم والزكاة وعدم إيذاء الآخرين وتهدئة القلوب.

هل فريضة الصلاة هي أوثق عرى الإيمان؟

من أهم أركان الإيمان هو حب الله وبغض الله، بينما الصلاة تعد آخر ركن يتخلى عنه الإنسان كلما ابتعد عن الله.

وروى عن أبي أمامة الباهلي عن النبي ﷺ أنه قال: “ لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، وأولهن نقضا الحكم، وآخرهن الصلاة”.

ويعني هذا الحديث أنه كلما زادت بعد الناس عن الدين، تتلاشى أركان الإسلام تدريجيًا، حيث يبدأ الناس بتجاهل الحكم الشرعي والتمسك بأمور غير مشروعة، ثم يتخلون عنها ويتبعون أموراً أخرى غير مقدسة، حتى يتخلى الناس عن الصلاة وهي آخر ركن يحافظ عليه المسلم.

والصلاة هي آخر ركن يتشبث به الناس ثم يتركونه وهذا أمر لا شك فيه حيث إن الصلاة هي الركن الثاني في الإسلام، وقد أكد الإسلام على أهميتها كما جاء في قول الله تعالى: “اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة، إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر”. وصح عن رسول الله ﷺ أنه قال: “العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر”. هذا الحديث رواه الإمام أحمد وأهل السنن الأربع بإسناد صحيح. وقد قال النبي ﷺ: “بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة”.

تخريج حديث أوثق عرى الإيمان

إنه في رواية أبا ذر، فققال أبو ذر: “خرج إلينا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وسألنا: هل تعلمون أي الأعمال أحب إلى الله تعالى؟” فأجاب قائل: “الصلاة والزكاة”، وقال قائل آخر: “الجهاد”. فأجاب النبي – صلى الله عليه وسلم – بقوله: “إن أحب الأعمال إلى الله تعالى الحب في الله والبغض في الله“. وتعتبر هذه الرواية ضعيفة السند، والرواية الصحيحة والمقبولة بنفس المعنى هي: “عن كعب قال: من أقام الصلاة وأتى الزكاة وأطاع محمداً فقد توسط الإيمان، ومن أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان”.

زر الذهاب إلى الأعلى