القسم الإسلامي

ما هي اسماء سورة التوبة وسبب عدم التسمية قبلها

اسماء سورة التوبة وسبب عدم التسمية قبلها أحد أهم الأمور التي تسبب الحيرة لبعض المسلمين، وذلك لأن هذه السورة هي الوحيدة في القرآن التي لم تبدأ بالبسملة وهي أيضًا التي تمتلك أسماء عديدة مقارنةً بغيرها من السور القرآنية، فعبر موقع أنوثتك سوف نقوم بتسليط الضوء على هذا الموضوع كما سنشير إلى أهم المعلومات عن سورة التوبة بصفة عامة.

اسماء سورة التوبة وسبب عدم التسمية قبلها

عُرفت سورة التوبة بهذا الاسم لأن الله عز وجل- ذكر توبته عن المؤمنين الثلاثة الذين تخلفوا عن النبي – صلى الله عليه وسلم-، ولكن السلف أطلقوا عليها أسماء أخرى كسورة الفاتحة، وذلك لانفرادها عن سور القرآن الكريم الأخرى من حيث عدم الابتداء بقول البسملة قبل قرائتها، حيث إن هذه الأمور ذُكرت في كتب التفاسير اقتباسًا لعدد من الروايات عن الصحابة كما سنبين في السطور التالية.

أسماء سورة التوبة

إن أشهر اسمين لسورة التوبة هما التوبة وبراءة، فلقد أُطلق عليها السلف سورة براءة لافتتاحها بقوله تعالى (بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ) [التوبة، 1]، إذ ثُبت هذا الأمر عن أبي هريرة – رضي الله عنه- حيث قال “فأذَّنَ معنَا عَلِيٌّ يَومَ النَّحْرِ في أهْلِ مِنًى ببَرَاءَةَ”، أما عن الأسماء الأخرى فهي كالآتي:

الفاضحةلقد فضحت السورة المنافقين وهتكت سترتهم، وثُبت هذا الأمر عن عبد الله بن عباس – رضي الله عنه- حيث قال “التَّوْبَةُ هي الفَاضِحَةُ، ما زَالَتْ تَنْزِلُ: ومِنْهُمْ… ومِنْهُمْ… حتَّى ظَنُّوا أنَّهَا لَنْ تُبْقِيَ أحَدًا منهمْ إلَّا ذُكِرَ فِيهَا”
العذابتكررت كلمة العذاب في السورة، حيث إنها ذكرت عذاب الكفار حيث يصبحون أسرى ويثقفون بين يدي المسلمين
المقشقشةيُقصد بها التبرئة فلقد كانت السورة بمثابة تبرئة من النفاق، إذ إن كل من تنزه عن صفات المنافقين التي عُرضت خلالها كان من المؤمنين
المنقرةتعني الباحثة أو الكاشفة فلقد نقرت السورة عما في قلوب المنافقين
البحوثهي صيغة مبالغة من كلمة البحث إذ إن السورة بحثت عما يوجد في قلوب المنافقين وفضحتهم
الحافرةيُقصد بها أن السورة كفرت عما في قلوب المنافقين أيضًا
المثيرةلقد اثارت السورة نوايا المنافقين وأخرجت خباياهم من الخفاء إلى العقن
المبعثرةبعثرت السورة أسرار المنافقين وأخرجتها من مكانها
المدمدمةيُقصد بها المهلكة أي تلك التي أهلكت المنافقين من خلال كشف أسرارهم
المخزيةعُرفت بهذا الاسم لأنها أخزت المنافقين كما جاء في قوله تعالى (… وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ) [التوبة، 2]
المنكلةأي المعاقبة للمنافقين
المشردةأي الطاردة للمنافقين إلى جانب المفرقة لجمعهم

سبب عدم التسمية قبل سورة التوبة

من المعروف أن كل سور القرآن الكريم تبدأ بالبسملة عدًا سورة التوبة، حيث إنها تتطلب ألا يأتي القارئ بالبسملة عند قرائتها، وذلك للأسباب الآتية

احتمال أنها والأنفال سورة واحدة

  • جاء في رواية ضعيفة احتمال أن سورة التوبة وسورة الأنفال بمثابة سورة واحدة حيث إن هذه الرواية كانت عن ابن عباس – رضي الله عنه- وذلك عندما سأل عثمان بن عفان – رضي الله عنه- عن السبب وراء اقتران سورة الأنفال بالتوبة دون أن يتم كتابة البسملة بينهما، إذ قال عثمان له أن كُتّاب الوحي كانوا يتبعون لأوامر الرسول – صلى الله عليه وسلم-.
  • فلقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم- إذا نزل شيء من القرآن دعا من كان يكتبه فيقول له أن يضعوا الآيات في السورة التي يُذكر فيها.
  • حيث إن الأنفال من أول ما نزل، بينما التوبة من آخر ما نزل عليه – صلى الله عليه وسلم-.
  • ومن الجدير بالذكر أن التشابه بينهما وكما قيل أتى لأن الرسول – صلى الله عليه وسلم قبض ولم يبرز أنها منها، حيث قرن بينهما ولم يُكتب البسملة أي سطر بسم الله الرحمن الرحيم.

عدم مناسبة بدايتها لمحتوى البسملة

  • تبدأ سورة التوبة بالبراءة من الشرك وكذلك أهله فضلًا عن إعلان الحرب عليهم.
  • لذا فقد يكون سبب عدم بدأها ببسم الله الرحمن الرحيم هو عدم تناسب بدايتها مع الأمان والرحمة الذي تحمله البسملة.
  • وهنا رواية ضعفها أهل العلم ذُكرت عن عبد الله بن عباس حيث قال “سألتُ عليَّ بنَ أبي طالبٍ لِمَ لَمْ تُكْتَبْ في بَراءةَ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ؟ فقال : لأنَّ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أمانٌ ، وبراءةُ أُنزِلَت بالسَّيفِ ، ليسَ فيها أمانٌ”.

عدم ورود البسملة فيها في نسخ الصحابة للقرآن

  • ذُكر في بعض الكتب أنه تم اختلاف آراء الصحابة – رضي الله عنهم- في كون سورة التوبة جزء من سورة الأنفال أم ل، حيث فصلوا بينهما نظرًا لمراعاة كل من يقول إنهما سورتان ولم يكتبوا البسملة ولمرعاة من يقول إنهما سورة واحدة.
  • ولقد روى عن أبي بن كعب أنه قال “إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يأمرهم بوضع “بسم الله الرحمن الرحيم” في أوّل كلّ سورة، ولم يأمرهم في هذا بشيء، فلذلك لم يضعوها”.
  • كما أن ابن كثير ذكر في تفسيره أن الصحابة – رضي الله عنهم- لم يُثبتوا البسملة في سورة التوبة لدى المصحف الذي بقى عند عثمان بعد نسخ المصاحف وهو مصحف الإمام وذلك اقتداءً بعثمان – رضي الله عنه-.

سبب نزول سورة التوبة

هناك العديد من الأسباب الرئيسية والثانوية لنزول سورة التوبة، ففي النقاط الآتية سوف نشير إليها بالتفصيل:

  • يكمن السبب الرئيسي وراء نزول سورة التوبة في أن النبي – صلى الله عليه وسلم- رغب في أداء فريضة الحج من بعد شهر رمضان المبارك في السنة التاسعة ولكنه تراجع عن ذلك بوحي من الله – سبحانه وتعالى-.
  • حيث إنه أمر أبا بكر الصديق بأن يحج بدلًا منه، فمن هنا نزلت آيات سورة التوبة الأربعين فبعثها – صلى الله عليه وسلم- إلى أبي بكر لكي يقرأها على الناس ثم ألحقه بعلي لكي يقرأها هو الآخر ويؤذن في المسجد الحرام.
  • أما عن أشهر الأسباب الثانوية فهي التوبة عن الثلاث الذين تخلفوا عن الرسول والمسلمين في غزوة تبوك، وكذلك وجوب تحديد مدة العهود بين النبي والمشركين إذ ذُكرت مختلف أحكام نقض العهد ووضحت ضرورة منع المشركين من تأدية مناسب الجاهلية عبر هدم آلهتهم وشن الحرب عليهم.
  • وهناك سبب آخر لنزول السورة وهو تذكير سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- والمسلمين بنصر الله – تعالى- لهم يوم حنين وحمايتهم من بطش الكافرين إلى جانب النهي عن موالاة غير المسلمين من المشركين والكفار أو حتى الصلاة على موتاهم.

مقاصد سورة التوبة

تحمل سورة التوبة العديد من المقاصد تبينت في جميع آياتها، فمن أبرزها ما يلي:

  • توضيح مدة العهود بين الرسول – صلى الله عليه وسلم- والمشركين.
  • توضيح أحكام الوفاء وكذلك النكث بالعهود.
  • منع المشركين تمامًا من دخول المسجد الحرام أو من حضور مناسك الحج.
  • أعلام الحرب على أهل الكتاب والمشركين إلى أن يُعطوا الجزية.
  • بيان حرمة الأشهر الحرام.
  • إبطال النسيئ حيث إن أهل الشرك في الجاهلية كانوا يتعاملون به.
  • الحث على الجهاد في سبيل الله – عز وجل- وألا يمنع المسلمين عن ذلك التراخي إلى ملذات الدنيا الزائلة.
  • توضيح أن كلمة الله هي العليا وأن الله – عز وجل- ناصر نبيه – صلى الله عليه وسلم-.
  • ذكر التجهيز لغزو تبوك.
  • ذم جميع المنافقين الذين تخلفوا عن الغزوة دون عذر والحريصين على أخذ الصدقات رغم عدم استحقاقهم لها.
  • توضيح صفات المنافقين وكيفية نقضهم للعهود إلى جانب سخريتهم من الضعفاء المؤمنين.
  • وصف حال الأعراب حول المدينة.
  • بيان حرمة الاستغفار بالنسبة للمشركين أو الصلاة على موتى المنافقين.
  • ذكر توبة الله – سبحانه وتعالى- على المتخلفين في غزوة تبوك.
  • بيان مصارف الزكاة.
  • بيان امتنان الله – عز وجل- على المسلمين من خلال إرسال رسولًا منهم.
زر الذهاب إلى الأعلى