القسم الإسلامي

صفات الريح التي تنقض الوضوء ( الإجابة الصحيحة)

تعتبر الطهارة شرطًا أساسيًا لصحة الصلاة. والصلاة بدورها تُعتبر ركنًا أساسيًا من أركان الإسلام. لذا، يجب على كل مسلم أن يكون حريصًا على أداء فروض الإسلام بأمانة واحترام. من بين الأمور التي تثير حيرة المسلم فيما يتعلق بالطهارة هو خروج الريح. وهذا الأمر يعد من الأمور التي لا يستطيع المرء تجنبها. وهناك العديد من الأحكام التي يتداولها الناس في هذا الشأن دون أساس شرعي، ونحن في هذا المقال عبر موقع أنوثتك سنمنحكم الإجابة الصحيحة.

صفات الريح التي تنقض الوضوء

الإجابة الصحيحة المأخوذة من الشرع هي أن الوضوء يُنقض بتأكيد الشخص بأنه أخرج ريحًا، حتى وإن لم يسمع صوتًا أو يشم رائحة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا فسا أحدكم في الصلاة فلينصرف وليتوضأ وليعد الصلاة”، وهذا يعني أنه يجب على المسلم أن يتأكد من الطهارة قبل أداء الصلاة.

وحتى يتم نقض الوضوء، يشترط وجود اليقين بذلك، ولا ينتقض الوضوء بالشك. وهذا المبدأ ينطبق على جميع أمور الدين، حيث تبقى على حالتها الأصلية ما لم يحصل اليقين بتغير حكمها. وفي سياق ذلك، قد اشتكى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأنه يخيل له أنه يجد شيئًا أثناء الصلاة. فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: “لا ينصرف حتى يسمع صوتًا أو يشم رائحة”.

شرح النووي لهذا الحديث هو أن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم “حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً” هو أنه يعلم وجود أحدهما ولا يشترط السماع الصوت أو الشم بحسب اجماع المسلمين. وهذا الحديث يعتبر أصلًا من أصول الإسلام وقاعدة عظيمة في الفقه، وهي أن الأشياء تظل على حالتها الأصلية حتى يتم التأكد من خلاف ذلك، ولا يؤثر الشك المؤقت على حكمها.

خروج الريح بدون صوت ولا رائحة هل ينقض الوضوء؟

نعم، صحيح أن الوضوء ينقض بخروج الريح حتى لو كان بدون صوت أو رائحة، شرط أن تكون متيقنًا من خروج الريح. إذا كنت تعلم بأن الريح خرجت ولكن لم يكن لها صوت أو رائحة، فإن الوضوء ينقض في هذه الحالة. ولكن إذا كنت تشك في خروج الريح ولم يؤكد الشك صوتًا أو رائحة، فإن وضوئك يبقى صحيحًا، لأن الشك لا ينقض الوضوء.

هل حبس الريح يضيع الوضوء؟

لا، حبس الريح لا ينقض الوضوء. ويمكن أداء الصلاة بشكل صحيح بوجود حبس الريح. ومع ذلك، يُنصح بعدم بدء الصلاة والعبادة وفي حالة حبس الريح أو أي شيء آخر يخرج من المنفذين، لأن ذلك يشتت انتباهك ويشغلك عن أداء الصلاة بخشوع. فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم أنه قال: “لا صلاة بحضرة طعام، ولا هو يدافعه الأخبثان”، والأخبثان يشمل البول والغائط، ويمكن تعميم هذا المفهوم على أي شيء يشتت الانتباه ويشغل القلب عن أداء الصلاة بخشوع. فالصلاة ليست مجرد حركات وكلمات، بل هي أيضًا قلبية.

يعتقد الجمهور من أهل العلم أنه من الأفضل عدم بدء الصلاة للشخص الذي يحبس البول أو الغائط أو الريح وما شابه ذلك. ولكن إذا بدأ الشخص الصلاة على الرغم من وجود رغبة في التبول أو التغوط أو إطلاق الريح أثناء الصلاة، فإنه لا يوجد كراهية في ذلك وصلاته صحيحة أيضًا. هذا هو الرأي الذي يتفق عليه الجمهور من أهل العلم.

خروج الريح بدون بالخطأ

إذا خرج الريح بدون إرادة، فإن الوضوء ينتقض وتصبح الصلاة غير صحيحة. في هذه الحالة، يجب إعادة الوضوء وأداء الصلاة من جديد بمجرد التأكد من خروج الريح. الوضوء شرط أساسي لصحة الصلاة، ولا يمكن أداء الصلاة بصحة دونه.

أما في حالة خروج الريح بدون إرادة بشكل متكرر نتيجة عملية جراحية أو حالة صحية أخرى، فإنه ينطبق عليها حكم سلس البول أو سلس البراز. في هذه الحالة، يجب على المصاب بالسلس أن يتوضأ لكل صلاة وأن يصلي في الوقت الذي يعتقد فيه أنه لن يخرج ريحًا. إذا خرجت الريح أثناء الصلاة بعد احترازه، فلا شيء عليه طالما لم يكن قصده التسبب في ذلك.

أما إذا كنت لست مريضًا وتتوهم دائمًا خروج الريح أثناء الوضوء والصلاة بدون أن يحدث ذلك فعليًا، فعليك أن تستعيذ بالله من وسوسة الشيطان وأن لا تنتبه لهذه الأفكار. اطرد الشكوك وأدِّ الصلاة بثقة واطمئنان.

التفرقة بين الشك واليقين في خروج الريح

لا تنقض عن تأدية الصلاة قبل أن تشعر بريحٍ معينة أو تعلم بوجود رائحة ما، وحتى وإن لم تستشعر أو تشم تلك الرائحة. الشيطان دائماً يثير الشك في نفوس المسلمين بشأن طهارتهم، ويستغل ذلك ليصرفهم عن أداء الصلاة والطاعة. وقد أخبرنا ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يأتي أحدكم الشيطان وهو يصلي، فينفخ في جوفه فيجد أنه قد أحدث شيئًا ولكنه لم يحدث شيئًا، فإذا واجهته تلك الوساوس فلا ينبغي له أن يترك الصلاة حتى يسمع صوتًا أو يشم رائحة.”

فالشيطان حريص دائمًا على تعطيل عبادة كل مسلم، وقد قال الصنعاني تعليقًا على هذا الحديث: “وهذا الحديث يشير إلى حرص الشيطان على تعطيل عبادة بني آدم، ولاسيما الصلاة وأمورها، وأنه نادرًا ما يقترب منهم إلا من خلال إثارة الشك في الطهارة، سواء بالقول أو بالفعل. ومن هنا يمكن أن نعرف أن أولئك الذين يعانون من الوساوس فيما يتعلق بالطهارة قد انتهجوا ما فعله النبي وقاله.” لذا، إذا كنت واثقًا من وجود رائحة، فعليك أن تتوضأ قبل الصلاة، حتى وإن لم تشم تلك الرائحة أو تسمع صوتًا. وإذا كانت هناك شكوك في ذلك، فليس عليك إعادة الصلاة أو الوضوء ما لم يكن هناك دليل قاطع يثبت وجود تلك الرائحة. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل يشكو من أنه يتصوَّر دائمًا وجود رائحة أثناء صلاته: “لا ينبغي له أن ينقضي عن الصلاة حتى يسمع صوتًا أو يشم رائحة.”

ماهي الأمور التي تنقض الوضوء؟

هناك عدة أشياء تنقض الوضوء، وهي كالتالي:

  1. خروج الغائط أو البول من فتحة البول.
  2. خروج الغائط أو البول من فتحة الأمعاء.
  3. النوم العميق الذي يؤدي إلى فقدان الوعي.
  4. لمس العضو الذكري أو العانة بشهوة.
  5. الاحتكاك الجنسي بين الزوجين، سواء كان الجماع أو غيره.
  6. النفاس بعد الولادة.
  7. الجنابة، وهي الانزال الشهوي للرجل أو الاحتلام للمرأة.
  8. الجنون أو فقدان الوعي ينقضان الوضوء، وقد وردت عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلَّ الله عليه وسلم أغمى عليه فاستيقظ واغتسل لأداء الصلاة.
  9. القيء الكثير أو تدفق الدم أو القيح ينقضون الوضوء حسب بعض المذاهب الفقهية، ولكن هذا الرأي ليس رأيًا قويًا بسبب ضعف الدليل.
  10. لمس الأعضاء التناسلية للرجل أو المرأة بشهوة ينقض الوضوء، وذلك استنادًا إلى قول النبي صلَّ الله عليه وسلم: “من لمس فرجه فليتوضأ”.
  11. تناول لحم الإبل يتطلب إعادة الوضوء، وذلك استنادًا إلى حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه أن النبي صلَّ الله عليه وسلم أمر رجلاً بالتوضؤ بعد تناوله لحم الإبل.
  12. غسل الميت يتطلب إعادة الوضوء، وهذا ما قام به عمر وابن عباس رضي الله عنهما استنادًا إلى سنة الصحابة.
  13. الردة أو الخروج عن الدين ينقض الوضوء، وذلك استنادًا إلى قوله تعالى: “لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين”.

عند حدوث أي من هذه الأشياء، يجب على المسلم إعادة الوضوء قبل أداء الصلاة أو العبادات الأخرى التي تتطلب الطهارة.

زر الذهاب إلى الأعلى