القسم الإسلامي

هل تجوز الزكاة على الأخ

هل تجوز الزكاة على الأخ

قبل إجابة على سؤال هل تجوز الزكاة على الأخ لا بد من الإشارة إلى أن الزكاة واحدة من أهم العبادات المتواجدة في الدين الإسلامي، وفي اللغة تشير الزكاة إلى الطهارة، وفي الاصطلاح هي التعبد إلى المولى عز وجل؛ وهذا عن طريق إخراج جزءًا من الأموال الشرعية إلى جهة مخصصة من أجل الفقراء.
الزكاة كغيرها من الأحكام الدينية لها مجموعة من الضوابط، والشرائع التي تجعل منها صحيحة أو باطلة، ومن هنا تأتي إجابة سؤال هل تجوز الزكاة على الأخ، والمتمثلة فيما يلي:

  • تعتبر الزكاة واحدة من الفرائض الأساسية في الدين، إذ تشغل الركن الثالث من أركان الإسلام الخمسة، وهذا لقوله تعالى في سورة المزمل بالآية العشرين: (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ).
  • من هذا المنطلق، جاءت إجابة علماء الدين، ومنهم بن باز بجواز إخراج الزكاة إلى الأخ، أو أحد الأقارب المحتاجين.
  • بل يمكن اعتبار الزكاة في هذه الحالة صدقة وصلة رحم، وهذا لما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: (الصدقةُ على المسكينِ صدقةٌ وعلى ذي الرَّحِمِ ثِنْتَانِ صدقةٌ وصِلَةٌ).
  • لكن في حالة كان الرجل يعيل أخاه، أو أحوته بشكل عام إناثًا أو ذكورًا هذا فلا يمكن أن تجوز لهم الزكاة، بل لا بد من الإنفاق عليهم.
  • كما لا تجوز الزكاة إلى الوالدين، والأجداد، والجدات وإن علوا، وحتى الأحفاد، والأبناء.
  • من هذا المنطلق، تأتي الإجابة بجواز الأمر في حالة الأخوة، والأخوات المحتاجين، والأعمام، والعمات، والأقارب عمتًا في حالة الحاجة.
    بينما جاءت عبارة الأقربون أولى بالمعروف، فيقول تعالى في الآية 251 من سورة البقرة: (يسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ).
  • كما لا بد من الإشارة إلى أهمية النية التي يتم تقديم بها الزكاة إلى الأقارب من أجل قبولها.

هل تجوز الزكاة للأخ العاطل عن العمل

جاءت الإجابة على هذا السؤال وفقًا لدار الإفتاء بالشكل التالي:

  • من أجل الإلمام بإجابة هذا السؤال لا بد من الإشارة إلى الأوصاف الخاصة بمن تحل لهم الزكاة، و، وهم الفقراء، والمساكين.
  • كما يمكن اعتبار كل من لا يملك مدخلًا رئيسيًا من المال، ومنهم من لا عمل له من الفقراء والمحتاجين.
  • حيث يصعب عليه توفير الأموال التي توفر حاجته الأساسية من مأكل، ومشرب، وحتى مسكن لائق به.
  • من هذا المنطلق، يجوز إخراج الزكاة لمن تتوفر به الشروط السابقة، ومن لا يتصف بواحدة من هذه الصفات فلا يجوز إعطاؤه الزكاة، ولكن يمكن توفير الصدقات من أجله.
  • يأتي الدليل على هذا من سورة التوبة بالآية 60: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).

حكم مانع الزكاة

  • جاء حكم مانع الزكاة وهو يعلم فرضيتها بإجماع علماء الدين، وعلماء المذاهب الأربعة بأنه جاحد، ويقال بأنه قد كفر.
  • يرجع السبب في هذا إلى أنه قد أنكر فرضًا أساسيًا من الفروض الدينية.
  • أما من يمنع الزكاة وهو يجهل وجوبها فلا يكفر، وليس عليه شيء؛ ولكن لا بد من الإلمام بأهمية الأمر والبحث وراء حكمه.
  • في حالة منع الزكاة بخلًا لا يمكن اعتبار الفرد كافرًا، وهذا باتفاق جموع علماء المذاهب الأربعة.
  • بينما جاءت العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تشير إلى عقاب مانع الزكاة، وأفادت جميعها بالعذاب الأليم في الآخرة .
  • إذ يقول تعالى في سورة التوبة، بالآيات 34-35: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ).

شروط وجوب الزكاة

تنقسم شروط وجوب الزكاة إلى قسمين، أحدهما خاص بالفرد والآخر خاص بالمال، وتتمثل الشروط فيما يلي:

شروط المتعلقة بالمزكي

  • يأتي أول شرط خاص بالفرد في الإسلام، فالزكاة واجبة على المسلم، وليست واجبة على الكافر.
  • بينما تجب الزكاة على الحر، حيث ينبغي أن يكون المزكي صاحب مال، وحرًا في استخدامه، وهذا بإجماع من العلماء.
  • لا يمكن اعتبار البلوغ والعقل من شروط وجوب الزكاة، وهو ما اتفق عليه علماء المالكية، والحنابلة، الشافعية، ووافق عليه ابن حزم.
    كما، واستدلوا على هذا الأمر بقوله تعالى في سورة التوبة، بالآية 103: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا).

شروط الزكاة الخاصة بالمال

  • تتواجد خمسة أنواع من الأموال توجب الزكاة، وتتمثل في:
    • الذهب والفضة.
    • الركاز والمعدن.
    • أموال التجارة.
    • ما نتج من الزروع والثمار.
    • الأنعام.
  • كما لا بد من أن يكون المال ملك تام لصاحبه، أي يمكن أن يتصرف به كما يريد.
  • من أجل وجوب الزكاة لا بد من أن يمر الحول على الأموال.
  • بالإضافة إلى بلوغ النصاب، والنصاب هو قدر من المال عنده تجب الزكاة، وإذ قل فلا توجب.

أسئلة شائعة

لمن تعطى زكاة المال من الأقارب؟

يجوز إعطاء الزكاة للفقراء من الأقارب، فيجوز إعطائها للأخ، والعمات، والعمام وغيرهم.
لكن لا يجوز إعطاء الزكاة للأصول مثل الوالدين، والجدين، أو الفروع مثل: الأبناء، والأحفاد.

ما الفرق بين الزكاة و الصدقة؟

يقول علماء الدين بأن الإنفاق في القرآن الكريم يأتي في لفظين هما الزكاة، والصدقة.
أما الزكاة، فهي ثالث ركن من أركان الإسلام، وهي ما وجب على الإنسان إخراجه من أموال، وهذا لما فرضه الشرع في آيات القرآن الكريم، وتملك أحكام، وشروط خاصة بها.
بينما يشار بالصدقة إلى المستحب إخراجه، وهي سنة عن نبي الله صلى الله عليه وسلم.

زر الذهاب إلى الأعلى