القسم الإسلامي

هل يغفر الله الزنا

هل يغفر الله الزنا

قبل الإجابة على سؤال هل يغفر الله الزنا لا بد من الإشارة إلى أن الزنا يعد أحد كبائر الذنوب التي نهى عنها المولى عز وجل، وإجابة على السؤال السابق نشير إلى الآتي:

  • يغفر المولى عز وجل الزنا بعد التوبة الصادقة الخالصة لوجه الكريم؛ إذ يقول تعالى في سورة الفرقان بدايةً من الآية 68، وحتى 70: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70)).
  • في الآيات السابقة ذكر لمجموعة من الأعمال التي ينهى عنها المولى عز وجل موضحًا العذاب الواقع على فاعليها.
  • لكن تأتي الآيات التالية مذكرة الإنسان برحمته تعالى، وإمكان الرجوع عن المعصية في كافة الأوقات، والتوبة النصوحة، وإظهار الندم خشيةً من العذاب الأليم.
  • لهذا تأتي الإجابة على سؤال هل يغفر الله الزنا بالإيجاب، إذ يعد الزنا أحد الذنوب التي يغفرها المولى عز وجل برحمته وعفوه، بشرط التوبة الخالصة.
  • بينما يتم رفع لقب الزاني عن صاحب الفاحشة بمجرد توبته، وإظهاره الندم.

شروط التوبة من الزنا

بعد الإلمام بإمكانية الغفران من الزنا؛ في حالة التوبة الخالصة لا بد من الإلمام ببعض الشروط الواجبة من أجل قبول التوبة بإذن الله، وتتمثل فيما يلي:

  • الإقلاع والابتعاد عن الذنب، لهذا لا بد من التوبة النصوحة عن الزنا، والابتعاد عنه، أو عمن يعينه عليه؛ بدايةً من منع العلاقات المحرمة، وصولًا إلى إنهاء كافة طرق الوصول إلى الفاحشة من صور أو تسجيلات، وما شابه ذلك.
  • كما لا بد من النية الخالصة بعدم العودة إلى هذا الذنب، وهذا ما يحقق كمال التوبة.
  • الشعور بالندم على ما تم اقترافه، وإظهار الندم بين يدي المولى عز وجل.

كيفية صلاة التوبة من الزنا

باب التوبة مفتوح إلى قيام الساعة، أو حتى لحظة الموت، وهذا لجميع المذنبين باختلاف ذنوبهم، فيقول تعالى: ((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).
أما عن كيفية التوبة من الزنا فتتمثل فيما يلي:

  • كغيرها من الذنوب فيتم تأدية صلاة التوبة بعد الوضوء، وصلاة ركعتين.
  • يعتمد الأمر في الأساس على نية الفرد، فقبل البدء في الصلاة، لا بد من أخذ النية بأنها توبة نصوحة من الذنب، فيقول علي بن أبي طالب: (كنتُ إذا سَمعتُ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ حَديثًا نفَعَني اللهُ بما شاء مِنهُ وإذا حدَّثني عنهُ غَيري استَحلفتُه فإذا حلَف لي صدَّقتُه وإنَّ أبا بكرٍ رضيَ اللهُ عنهُ حدَّثني وصدَق أبو بكرٍ أنَّهُ سمِعَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ قال ما مِن رجلٍ يُذْنِبُ ذنبًا فيتَوضَّأُ فيُحسِنُ الوُضوءَ قال مِسْعَرٌ فيصلِّي وقال سُفيانُ ثمَّ يُصلِّي رَكعَتينِ فيستغفرُ اللهَ عزَّ وجلَّ إلَّا غفَرَ لهُ).

هل للزنا كفارة؟

  • لا يوجد كفارة للزنا، إذ يعد أحد الكبائر التي ينبغي تجنبها، وتكون محرمة في ذاتها، ولا تجوز الكفارة في هذا النوع من المعاصي.
  • لمكن لمغفرته لا بد من التوبة النصوحة كما وضحنا فيما سبق.
  • بينما أشار بعض العلماء إلى إلحاق التوبة النصوحة بمجموعة من الأعمال الصالحة التي تعزز من توبتك، وتكفيرًا عن السيئات.
  • إذ يقول تعالى في سورة هود بالآية 114: (وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ).

علامات قبول التوبة

هناك بعض الأمور التي بحدوثها يمكن أن يبدأ الفرد بالشعور بالأمان، وهي إشارة واضحة إلى قبول توبته بإذن المولى، ومن أهم هذه العلامات نجد ما يلي:

  • الشعور بالندم الشديد.
  • النظرة التي ينظرها لنفسه مدركًا مقدار ما اقترفه بحق نفسه بعصيان المولى عز وجل.
  • الامتناع عن الذنب، وما يقربه إليه.
  • الرغبة في التقرب من المولى عز وجل بنفس راضية.
  • الاقتراب من الصالحين الأتقياء، والابتعاد عن العصاة، والاستمرار في طريق الحق.
  • الدعاء الدائم إلى الله بالثبات خشية من العذاب.

أسئلة شائعة

هل الزاني يدخل الجنة إذا تاب؟

إجابةً على هذا السؤال نشير إلى أن التائب كغيره من العصاه، تقبل توبته ويغفر الله ذنبه بمجرد أن يتوب توبةً نصوحة خالصة لوجه عز وجل، وهذا بتحقيق كافة الشروط التي يقتضيها الأمر بدايةً من الابتعاد عنه والشعور بالندم، وحتى النية الخالصة بعدم العودة إليه من جديد.

هل تقبل صلاة الزاني بعد الزنى مباشرة؟

بعد الإلمام بعقوبة الزنا، والتوبة عنها، لا بد من الإشارة إلى أن الصلاة هي أمر بين العبد وربه، وقبولها من عدمه إجابة لا يعلمها إلا الله عز وجل.
فمن الممكن أن ترد أو تقبل بناءً على توافر شروط صحتها من عدمها؛ ومع هذا لا يجوز تأخير الصلاة حتى بعد المعصية، وإن كانت كبيرة من الكبائر.

زر الذهاب إلى الأعلى