القسم الإسلامي

من هو المفلس يوم القيامة 

من هو المفلس يوم القيامة 

يختلف مفهوم المفلس في الدنيا عن مفهوم المفلس يوم القيامة، حيث أن المفلس في الدنيا هو من لا يملك متاعاً ولا يملك نقوداً أما بالنسبة للمفلس في الآخرة فهو مختلف بشكل كلي عن المفهوم في الدنيا، قد بين الله تعالى لنا المفلس في الآخرة من خلال حديث نبوي شريف حيث بين لنا أن ذلك الشخص يعتبر مثال للعديد من الأشخاص الموجودين معنا في الحياة الدنيا يقومون بالأعمال الصالحة لكن في الوقت نفسه لا يحصد منها حسنات لأسباب. 

  • الإنسان المفلس يوم القيامة هو من يقوم بالأعمال الصالحة بكثرة ويأتي بالحسنات سواء من الحج أو النوافل والصيام والزكاة والصلاة وغيرها من أعمال. 
  • لكن في الوقت نفسه يقوم بارتكاب بعض الأعمال منها ذم وغيبة شخص، أو اعتداء عليه. 
  • مما يترتب عليه ينقص الله تعالى من حسناته التي جمعها ووضعها في حق هؤلاء. 
  • بذلك ينقص رصيد حسناته في الدنيا نطراً لأخذ حسناته بشكل تدريجي إلى أن يخلو من الحسنات نهائياً. 
  • وبالتالي بمجرد أن تنفد حسناته يأخذ أيضاً الله جل جلاله من سيئات كل من له عليه حق. 
  • على أن يضعه الله بعد ذلك في النار بمجرد أن تنفد وتنتهي جميع الحسنات التي يمتلكها. 
  • كما أكد على ذلك الكلام حديث عن أبو هريرة رضي الله تعالى عنه قال:

(أتَدرونَ ما المُفلِسُ ؟ إنَّ المُفلسَ من أُمَّتي مَن يأتي يومَ القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ ، وزكاةٍ ، ويأتي وقد شتَم هذا ، وقذَفَ هذا ، وأكلَ مالَ هذا ، وسفكَ دمَ هذا ، وضربَ هذا ، فيُعْطَى هذا من حَسناتِه ، وهذا من حسناتِه ، فإن فَنِيَتْ حَسناتُه قبلَ أن يُقضَى ما عليهِ ، أُخِذَ من خطاياهم ، فطُرِحَتْ عليهِ ، ثمَّ طُرِحَ في النَّارِ). 

المقصود من المفلس يوم القيامة 

نقدم لك عزيزي القارئ بشكل مفصل ما هو المقصود بالمفلس يوم القيامة، وذلك بكل إيضاح من خلال النقاط التالية:

  • يقصد من لفظ المفلس مثلما ورد في الحديث النبوي الشريف، أنه الشخص الذي ملئت صحيفته بالحسنات والكثير من الأعمال الصالحة. 
  • لكن في مقابل ذلك فإن الناس لم يسلمون منه ولا من شر لسانه. 
  • حيث يكون معظم حديثه في شرف وأعراض الآخرين، كما يسلبهم حقوقهم ويأكلها  بالبهتان والباطل.
  •  ثم يأتي بعد ذلك يوم الحساب وتكون وقتها صحيفته كلها حسنات، ونحن كبشر نكون في حاجة ماسة جداً من تلك الأعمال الصالحة ومن الحسنات. 
  • حتى يستطيع حينها دخول الجنة، لكن الله تعالى يمنح كل من تحدث عنه ذلك المفلس أو قام بأكل ماله بهتاناً وظلماً حسنات منه. 
  • وبمجرد أن تنفذ حسناته يتم انتقاص سيئات ممن قام بسبهم أو ظلمهم وتضاف لسيئات المفلس. 
  • ليكون بعد ذلك مصيره المحتوم هو الإلقاء في نار جهنم وبئس المصير.

صفات المفلس يوم القيامة 

المفلس يوم القيامة يكون له بعض الصفات التي تخصه دون غيره من الأشخاص، لذا سوف نعرض عليكم الآن تلك الصفات والتي تتمثل في التالي:

  • من الصفات شتم الناس وسبهم. 
  • كذلك ضرب الآخرين وقذفهم دون وجه حق وكذلك ظلم المستضعفين. 
  • الإحساس بالقوة الزائدة والغرور المبالغ به. 
  • النميمة والغيبة. 
  • الابتعاد عن العفو. 
  • الغفلة الواضحة عن حق الناس. 
  • السعي ، لسفك الدماء. 
  • التراخي، والإهمال في محاسبة النفس. 

طريق النجاة من صفات المسلم

على كل شخص أن يراجع نفسه ويراجع أعماله ويرى نفسه سواء كان مفلس أو شخص عادي، وعند التأكد من أنه مفلس عليه مراجعة نفسه والتوبة والرجوع لله تعالى ويجب أن تعي طريق النجاة من تلك الصفات وهي كالتالي:

  • عليك أن تستغفر الله تعالى كثيراً. 
  • كما يحب أن ترد المظالم إلى أصحابها. 
  • أن تكون حسن الجوار ومحب لمساعدة الآخرين. 
  • أن تعقد النية والعزم على عدم إلحاق الأذى والضرر بالآخرين. 
  • حافظ على لسانك حيث يجب عليك ألا تجعله يسب بشكل مستمر ودائماً تذكر أن الكلمة الطيبة صدقة. 
  • عدم سلب ونهب أموال الآخرين. 
  • قبل أن تحاسبوا حاسبوا أنفسكم بشكل جيد. 

الدروس المستفادة من حديث أتدرون من المفلس  

بعد معرفة ما يهدف إليه الحديث الشريف تبين لنا وجود حزمة لا بأس بها من الدروس المستفادة، هي التي سوف نعرضها عليكم من خلال النقاط التالية:

  • في بداية الحديث نجد الاستفهام الذي بينه لمت الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابة. 
  • الغاية من هذا الاستفهام هو توضيع وتبليغ مالا يعلمون. 
  • إدراك الناس أن الشخص المفلس هو من يكون فقيراً، لكنه إدراك خاطئ وأوضح لنا الرسول المعنى الآخر له. 
  • التأكيد من أن الاعتداء على الغير سواء كان باللفظ أو الفعل يعد شكلاً من أشكال الظلم، وأن ذلك الاعتداء ينتقص منك يوم القيامة. 
  • التأكيد من أن رد المظالم لأصحابها سبباً في زيادة حسناتك. 
  • جاء في الحديث دخول النار وهذا لا يدل على الخلود الدائم بها، لأن كل مسلم مصيرة الجنة أخيراً. 
  • علماً بأن النار تكون لأيام معدودة فقط مع العلم أن النار حرارتها ملتهبة شديدة، لا يمكن لأحد أن يطفئها ولا يمكنه الصبر على شدتها. 

أسئلة شائعة  

ماذا يخسر المفلس في الدنيا؟

قد يأتي المفلس يوم القيامة ومعه حسنات كثيرة كانت حصاد ذكاته وصلاته وصيامه وكل عمل صالح قام به في الحياة الدنيا، لكن بعد قيامه بارتكاب الذنوب العظيمة والعبث مع الغير وعدم تمكنهم من استرجاع حقهم منه في الدنيا فإن الله تعالى يعوضهم في الآخرة. 

 كيف يقتص من الظالم اذا فنيت حسناته؟

عندما تفنى الحسنات لتعويض المظلوم يتم طرح سيئات المظلوم وتضاف على الظالم وتطرح عليه بحسب ومقدار الظلم الذي ظلمه.

زر الذهاب إلى الأعلى