مفهوم بر الوالدين في الإسلام

مفهوم بر الوالدين في الإسلام

بر الوالدين في الإسلام يتم تعريفه على أنه الإحسان في المعاملة وفعل الخير مع الوالدين، ويأتي معني البر في اللغة على أنه الإحسان، وهو أن يقوم الإنسان بتقدم المعالمة الحينة للذين يحيطون به،ويتم هذا الإحسان من خلال عدم رفع الصوت فوق أصوات والديهم ولا يوجهون لهم الإساءة في القول أو الفعل أو حتى بالإشارة وقد تبينت تلك الطريقة في كتاب الله العزيز من خلا العديد من السور والتي يمكن توضيحها فيما يلي:

قال الله تعالي: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا *وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)

سورة الإسراء: 23: 24

قال الله تعالي: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)

سورة النساء 36

رضا الله من رضا الوالدين

رضا الوالدين عن أبنائهم يكون سبب في رضا الله عنهم ومباركته لهم، يلقي الابن البار من ربه الجزاء ولثواب العظيم، ويكون سبب لدخوله الجنة بإذن الله تعالي، ولا يختص بر الوالدين في الذكر الأولاد دون البنت ولكن يشتمل كل منهما، حيث إنه واجب على كل منهما أن يقوم بتقديم الرعاية والاهتمام لواليه دون أن يكل أو يمل.

طاعة الوالدين والإحسان إليهم

من حقوق الوالدين على أبنائهم الطاعة والإحسان، وهذا ما يحثنا على تقديمه الإسلام كما يكون لمقدمه الأجر والثواب العظيم ورفعة في الشأن في الدنيا والأخرة وقد اصبح إلزام على كل مسلم ومسلمة وهذا مما تبين من خلال الأحاديث والآيات التالية:

• قال الله تعالي: “وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا”
  

سورة النساء: 36

• وفي هذه الآية تبين أن حق الله عز وجل من حق الوالدين.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الوالِدُ أوسطُ أبوابِ الجنَّةِ، فإنَّ شئتَ فأضِع ذلك البابَ أو احفَظْه”

رواه أبو الدرداء

• بر الوالدين يعتبر من الوسائل التي يمكن للمسلم أن يحصل من خلالها على الجنة في الآخرة.

سألت النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أيُّ الأعمالِ أفضَلُ؟ قال: الصَّلاةُ لأوَّلِ وقتِها. قلتُ: ثمَّ ماذا يا رسولَ اللهِ؟ قال: بِرُّ الوالِدَينِ إحسانًا. قلتُ: وماذا يا رسولَ اللهِ؟ قال: الجِهادُ في سبيلِ اللهِ

رواه عبد الله بن مسعود

• الله عز وجل جعل بر الوالدين من أحسن الأعمال التي تقدم له وأفضلها وتأتي مكانتها من بعد مكانة الصلاة في وقتها.

قال الله تعالى: “وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا”

سورة الإسراء: 24

من مظاهر الإحسان للوالدين هو البر ويكون البر بالعديد من الأشكال والذي يكون بالامتثال إليهم وطاعتهم في كل شيء إلا الشرك بالله، والابتعاد عما ينهوا عنه، والتعامل بتواضع شديد في الأقوال والأفعال، كما يجب تبادل المعاملة اللينة والطيبة معهم والإكثار من الدعاء لهم في حياتهم وفي موتهم لعله يرفع الذنوب عنهم، والسعي في الحصول على رضاهم.

فضل بر الوالدين

بر الوالدين من الأشياء التي يحصد صاحبها ثمارها في الدنيا والآخرة، ويكون له الأجر والثواب الأعظم من الله عز وجل، ويجنى العديد من وراء هذا العمل وتتمثل تلك الثمرات فيما يلي:

• يرزق المرء بعلو في الشأن في الدنيا ويحسن ذكره بين الناس.
• يجعل الله أيامه وأعماله مباركة ويرزقه لما يحب ويرضي.
• لو كانت ذنوبه مثل الجبال يغفر الله ذنوبه ويبادلها بحسنات مضاعفة، كما أنه ينال رضا ربه والأجر والثواب ويكون أجره مثل من يجاهد في سبيل الله، استدلال على ذبك قول النبي صلى الله عليه وسلم: ” أَقْبَلَ رَجُلٌ إلى نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَقالَ: أُبَايِعُكَ علَى الهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ، أَبْتَغِي الأجْرَ مِنَ اللهِ، قالَ: فَهلْ مِن وَالِدَيْكَ أَحَدٌ حَيٌّ؟ قالَ: نَعَمْ، بَلْ كِلَاهُمَا، قالَ: فَتَبْتَغِي الأجْرَ مِنَ اللهِ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَارْجِعْ إلى وَالِدَيْكَ فأحْسِنْ صُحْبَتَهُمَا” رواه عبد الله بن عمرو.
• بر الوالدين تأتي أهميته في المرتبة الثانية بعد أهمية الصلاة ومن ثم يأتي الجهاد ومن بعده الفضل ويكون هذا الترتيب تبعاً للأهمية.
• بر الوالدين هو الذي يكمل للمرء دينه كما أنه يعتبر من أحب الأعمال إلى الله عز وجل، ويكون سبب في انشراح الصدر ونور يهدي صاحبه في طريق الظلمات في الدنيا.
• يغفر بر الوالدين الذنوب وهذا ما تبين من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قال:”أتَى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رجلٌ فقال إنِّي أذنبتُ ذنبًا عظيمًا فهل لي من توبةٍ فقال هل لك أمٌّ قال لا قال فهل لك من خالةٍ قال نعم قال فبِرَّها” رواه عبد الله بن عمر.
• بر الوالدين يفرج الكرب ويقبل الله من ثم دعاءه، وقد نُقلت قصة عن ثلاثة أشخاص كانوا يتواجدون في غار وحبسوا به بسبب صخرة كبيرة وسدت عليهم الطريق، فكان من ضمنهم رجل بار بوالدته كن يدعو الله أن تنفرج هذه السخرة من الغار حتى يستطيعون الخروج، وبالفعل انفرجت وخرج الثلاثة رجال.

بر الوالدين بعد موتهما

لا ينقطع بر الوالدين بعد الوفاة، حيث يوجد العديد من الأفعال التي يمكن القيام بها لبر الوالدين حتى بعد وفاتهم ومن أهمها الدعاء لهم وهذا ما ثبت من خلال الحديث التالي، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا مات ابنُ آدمَ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ : صدقةٍ جاريةٍ ، وعلمٍ ينتفعُ به ، وولدٍ صالحٍ يدعو له”

• يعتبر الدعاء من أفضل الأشياء التي يمكن للمرء أن يبر بها والديه من بعد وفاتهم ومن أفضل الأدعية التي يمكن أن تُقال: “ربِ اغفر لي ولوالدي”.
• قد يعتقد البعض أن الدعاء لا يصل للمتوفي ولكن هذا الدعاء يصل لهم ويرفع من درجاتهم كما يمكن أن يكون سبب في دخولهم الجنة.
• كما أن الصدقة الجارية تكون من الأعمال التي تمثل بر الوالدين من بعد وفاتهم، وهذا ما يمكن الاستدلال عليه من الحديث التالي، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: ” أنَّ سَعْدَ بنَ عُبَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه تُوُفِّيَتْ أُمُّهُ وَهو غَائِبٌ عَنْهَا، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ وَأَنَا غَائِبٌ عَنْهَا، أَيَنْفَعُهَا شَيءٌ إنْ تَصَدَّقْتُ به عَنْهَا؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فإنِّي أُشْهِدُكَ أنَّ حَائِطِيَ المِخْرَافَ صَدَقَةٌ عَلَيْهَا”.
• ومن صور البر بهم إكرام من يحبون من أقاربهم وأحبائهم والإحسان إليهم واستدلال على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن أبرَّ البرِّ صلةُ المرءِ أهلَ ودِّ أبيه بعد أن يوليَ” رواه هبد الله بن عمر.

أسئلة شائعة