القسم الإسلامي

وقت إخراج زكاة الفطر

وقت إخراج زكاة الفطر

في البداية لا بد من الإشارة إلى أن زكاة الفطر هي واحدة من أركان الإسلام الثابتة، وقد فرضها المولى عز وجل على المسلمين تيسيرًا لأمور الفقراء، ومن هذا المنطلق ينبغي معرفة وقت إخراج زكاة الفطر.
إذ اختلف العلماء في وقت إخراج زكاة الفطر، وذهبوا إلى قولين هما:

  • يقول الرأي الأول بأنه من الواجب إخراج زكاة الفطر بعد غروب شمس آخر أيام شهر رمضان.
  • بينما يشير القول الآخر إلى أن وقت إخراج زكاة الفطر يبدأ من فجر يوم الفطر.

أقوال العلماء في وقت إخراج زكاة الفطر

وفقًا لما ذكرناه فيما سبق، فانقسمت أقوال العلماء في وقت إخراج زكاة الفطر إلى قسمين، وتأتي أقوال العلماء في وقت إخراج زكاة الفطر بالشكل التالي:

  • واتفق على القول الأول، ألا وهو وجوب إخراج زكاة الفطر مع غروب شمس آخر يوم من شهر رمضان كل من الشافعية، والحنابلة، ومجموعة من المالكية، وأشار إليه مجموعة من السلف، وابن عثيمين.
  • استدل علماء هذا الرأي على الأمر بالحديث المذكور بلسان ابن عباس رضي الله عنها؛ إذ قال: (فرَضَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم زكاةَ الفِطرِ؛ طُهرةً للصَّائمِ مِنَ اللَّغوِ والرَّفَثِ، وطُعمةً للمَساكينِ؛ مَن أدَّاها قبل الصَّلاةِ، فهي زكاةٌ مَقبولةٌ، ومَن أدَّاها بعد الصَّلاةِ، فهي صدقةٌ مِنَ الصَّدَقاتِ ).
  • تم شرح هذا الحديث من قبل الفقهاء بأنه إشارة واضحة إلى أن زكاة الفطر موجبة بغروب شمس آخر يوم في شهر رمضان، وهذا وفقًا لإضافة لفظ الصدقة إلى الفطر، وفي هذا دلالة على التخصيص.
    حيث يقع أول فطر بعد رمضان بأذان مغرب آخر أيامه.
  • أما الرأي الثاني فجاء على لسان علماء المذهب الحنفي، والظاهرية، وواحد من آراء مجموعة من المالكية، وقول الشافعي القديم، وأشار إليه ابن المنذر، والليث بن سعد، وهو ما يفيد بوجوب إخراج الزكاة بطلوع فجر أول أيام العيد.
  • بينما تم الاستدلال على هذا الرأي بذكر الحديث السابق، ولكن جاء في هذا الرأي اختصاص إضافة الصدقة إلى الفطر دلالة على يوم الفطر دون الليل.
  • كما أشار العلماء إلى أن معنى الفطر في هذا الأمر يأتي بما يضاد الصوم، إذ يعد صيام أول أيام العيد حرام شرعًا، أما الفطر بعد غروب الشمس فهو الطبيعي بأيام رمضان.
  • بالإضافة إلى الحديث السابق أشار العلماء إلى الحديث المذكور على لسان بن عمر رضي الله عنهما؛ إذ يقول: (أمَر رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم بزكاةِ الفِطرِ أنْ تُؤدَّى قبل خُروجِ النَّاسِ إلى الصَّلاةِ).
  • بينما يقول تعالى في سورة الأعلى بالآيات 14-15: (قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى).
  • بينما جاءت في آراء كل من المالكية، والحنابلة، وهو ما أشار إليه ابن باز، وابن عثيمين، والشوكاني بإباحة تعجيل إخراج زكاة الفطر بيوم أو اثنين.
  • جاءت الدلالة على هذا من قبل ابن عمر رضي الله عنهما: (أنه كان يُعطيها الذين يَقبَلونَها ، وكانوا يُعطُونَ قبل الفِطرِ أو يومينِ).
  • بينما اجتمع علماء الدين، وفقهاء المذاهب الأربعة بوجود قضاء زكاة الفطر لمن لم يخرجها، ولا تسقط بمرور وقتها.
  • كما وأجاز علماء الفقه بجواز تجزئة زكاة الفطر، بينما لا يجوز إخراج القيمة منها، وهذا لقول أبي سعد الخدري رضي الله عنه: (كنَّا نُخرِجُها على عَهدِ رَسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم صاعًا مِن طعامٍ، وكان طعامُنا التَّمرَ والشَّعيرَ، والزَّبيبَ والأقِط).

شروط زكاة الفطر

في البداية لا بد من الإشارة إلى أن زكاة الفطر واجبة على كل مسلم؛ حر، ذكر وأنثى، صغير وكبير، وتتمثل شروط زكاة الفطر فيما يلي:

  • تجب زكاة الفطر على الغني ومن يعيش في رخاء وسعة.
  • كما تجب زكاة الفطر على كل مسلم قادرًا على امتلاك قوت يومه، وقوت الملزمين منه، حتى ولم يملك نصابًا.
  • بينما لا يمنع الدين المؤجل وجوب زكاة الفطر.
  • كما يشترط في وجوب الزكاة الحرية، فلا زكاة للرقيق عن أنفسهم، بل لا بد من إخراج الزكاة عنهم من سيدهم.
  • بالإضافة إلى أن زكاة الفطر فرض على رب الأسرة؛ إذ يجب عليه إخراج زكاة أطفاله إذا تمكن من ذلك.
  • بينما اختلف العلماء في وجوب إخراج زكاة الفطر عن الزوجة، وذهبوا إلى رأيين؛ هما:
    • ذهب جمهور المالكية، والشافعية والحنابلة إلى وجوب إخراج زكاة الفطر عن الزوجة؛ وهذا لأن النكاح أحد أسباب النفقة.
    • أما الرأي الآخر الذي يفيد بأنه لا يلزم إخراج زكاة الفطر عن الزوجة، فهو ما اتفق عليه الحنفية، والظاهرية، وأشار إليه سفيان الثوري، وابن المنذر، وابن عثيمين والقرضاوي، بينما جاء الدليل على هذا في قوله تعالى بسورة الأنعام بالآية 164: (وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى).

مقدار زكاة الفطر

وفقًا لآراء فقهاء الدين من الشافعية، والحنابلة، والمالكية، وما يشير إليه أكثر العلماء فمقدار زكاة الفطر يتمثل فيما يلي:

  • لا بد من إخراج صاع من طعام كزكاة للفطر، إذ يقول ابن عمر رضي الله عنهما: (فرَض رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم زكاةَ الفِطرِ صاعًا من تَمرٍ ، أو صاعًا مِن شَعيرٍ ، على العبدِ والحرِّ ، والذَّكَرِ والأنثى ، والصَّغيرِ والكَبيرِ مِنَ المسلمين).
  • بينما لا يجوز النقص في مقدار ما يتم إخراجه في زكاة الفطر، وهذا بإجماع العلماء.
  • أما عن مقدار الصاع في زكاة الفطر فيتمثل في خمسة أرطال، وثلث، وهذا وفقًا بميزان أهل العراض.
  • يتم إخراج زكاة الفطر وفقًا لقوت البلد، وهذا ما اتفق عليه المالكية والشافعية، وجاء عن أحمد، واتفق عليه ابن تيمية وابن القيم وابن باز وابن عثيمين، وأشار إليه أغلب علماء الدين.
  • فقد فرض نبي الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر تمرًا أو شعيرًا كونه القوت المتعارف عليه في أهل المدينة.
  • فالغرض الأساسي من زكاة الفطر سد حاجة المحتاجين والمساكين في يوم العيد، وبث السعادة والسرور في قلوبهم.

أسئلة شائعة

هل يجوز اخراج زكاة الفطر يوم 26 رمضان؟

أشارت دار الإفتاء إلى إباحة إخراج زكاة الفطر بدايةً من أول أيام شهر رمضان، وحتى طلوع فجر أول أيام العيد؛ أي قبل صلاة العيد.

كم من كيلو في الصاع؟

مقدرا زكاة الفطر يصل إلى صاع من قوت الفرد، والصاع هو خمسة أرطال، وثلت؛ وهو ما يعادل حاليًا ثلاثة كيلو تقريبًا.

ما هو الفرق بين الصاع والمد؟

أشار بعض علماء الفقه إلى الصاع الواحد بأنه يعادل أربعة أمداد، والمد هو ما يكفي بداخل كف رجل معتدل، وبالقياسات الحسابية يساوي المد 2430 مللتر.

زر الذهاب إلى الأعلى