سؤال وجواب

من هو الفضيل بن عياض

من هو الفضيل بن عياض

إن من الشخصيات التاريخية المعروفة بالصلاح والتي أثنى عليها العلماء هو الفضيل بن عياض؛ فمثلًا قال عنه النسائي “ثقة مأمون رجل صالح”، فمن هو الفضيل بن عياض؟

  • الفضيل بن عياض هو علم من أعلام أهل السنة خلال القرن الثاني الهجري، وأُطلِق عليه لقب “عابد الحرمين”.
  • اسمه كاملًا هو: الفضيل بن عياض بن مسعود بن بشر أبو على التميمي اليربوعي الخراساني، وكانت ولادته في الثالث من ربيع الأول سنة 107 هجرية بسمرقند وهي مدينة في أوزبكستان، إلّا أن نشأته كانت في أبيورد وهي من المدن الساسانية القديمة، والمعروفة في الوقت الحالي بتركمانستان، وتقع ما بين مدينتي سرخس ونسا، وتوفي في سنة 187 هجرية بمحرم، وقيل بأنه دفن في مقبرة المعلاة.
  • رحل الفضيل بن عياض طلبًا للعلم، حيث اتجه إلى الكوفة بالعراق وكان عمره كبيرًا، فعمل على جمع الحديث النبوي الشريف، وروى عن كثير من الأئمة والعلماء والصالحين مثل عطاء بن السائب ومنصور والأعمش.
  • من شيوخ الفضيل بن عياض الذين روى عنهم: الأعمش، منصور بن المعتمر، الثوري، سليمان التيمي، هشان بن حسان، عوف الأعرابي، وغيرهم.
  • من تلاميذ الفضيل بن عياض الذين رووا عنه: الثورى، ابن المبارك، ابن عيينة، عبدالرحمن بن مهدي، بشر الحافي، الشافعي، الحميدي، يحيى القطان، قتيبة بن سعيد.
  • يُكنّى بـ “أبو علي” وهو اسم أكبر أولاده، وذُكِر بأن ابنه علي تجاوزه في التقوى والزهد والورع والمخافة من الله -عز وجل-، وذكر بأن والده ذهب إلى جوار البيت الحرام والكعبة المشرفة وهو حامل لكثير من الزهد والورع والتقوى، ويُكثر البكاء من خشية الله، وشهد له الكثيرون بأخلاقه وأثنى عليه الأفاضل.

عبادة الفضيل بن عياض

  • كان الفضيل بن عياض دائم الشعور بتقصيره تجاه الله -عز وجلّ-، على الرغم من أنه كان كثير الصلاة وقراءة القرآن الكريم، وكان يُصلّي أول الليل بعد ان يوضع له حصير بالمسجد ليلًا، وبعدها ينام حينما يتعب ثم يقوم لأداء الصلاة وهكذا.
  • نهى كثيرًا عن مصاحبة أهل البدع، وكان لسانه صادق، وتظهر عليه الهيبة الشديدة للحديث النبوي الشريف إذا حدّث، وكان صحيحه، أكثر من الورع والزهد والبكاء من خشية الله، فكان تقيًا.

توبة الفضيل بن عياض

  • ذكرت قصة مشهورة عن توبة الفضيل بن عياض إلى ربه، حيث قاطعًا للطرق في كل من مدينة سرخس ومدينة أيبورد، وأحب جارية بشدّة، وفي إحدى الأيام بينما كان صاعدًا الجدار سمع تلاوة للقرآن الكريم تتضمن قوله تعالى: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ).
  • فرقّ قلب الفضيل بن عياض قائلًا بلى يا رب وقد آن، فكانت حينها توبته ورجوعه حيث جاء، وحينما جاء وقت الليل اتجه إلى خربة بها قافلة، وسمع أصحاب القافلة يتكلمون عن موعد الرحيل، فقال بعضهم نرحل وقت المساء الآن، بينما قال البعض الآخر أن الرحيل يكون صباحًا لأن الفضيل بن عياض قد يقطعنا ويأخذ الأمتعة والأموال التي معنا.
  • فقال الفضيل في نفسه بأنه يسعى ليلًا إلى فعل الآثام والمعاصي وما حرّم الله وهؤلاء جماعة من المسلمين يسعون في طلب الرزق خائفين من قطعي لطريقهم، وسلب وأخذ كل ما معهم وفي قافلتهم، وأظن أن ذلك إرشاد من الله -سبحانه- لي فساقني لأسمع ما يقولون، وحتى أتجنب فعل المعاصي والمحرمات.
  • وهكذا علم الفضيل بأن الله تعالى يريد به خيرًا، فتاب توبةً صادقة وأعلن ذلك إلى جوار الكعبة المشرفة داعيًا الله عز وجلّ.

علاقة الفضيل بن عياض بالولاة والخلفاء

  • مرّ عصر الفضيل بن عياض بالخليفة العباسي هارون الرشيد، وكثير الوعظ للخلفاء والولاة ففي إحدى الأيام قدم إليه الخليفة هارون الرشيد لسماع العبرة والموعظة، فأوصاه ووعظه بالمخافة من الله تعالى وتقواه، وأن يعدل ما بين الرعية وينظر في شؤونهم، كما عمل على تذكيره بالآخرة.
  • كان دائم الاعتناء بمعالجة القلوب، وله مواقف كثيرة تضمنت النصائح والعبر والموعظة، وعاش صلى مع ابن المبارك وهو ما يدل على قربه من الولاة والخلفاء، وبالرغم من ذلك امتنع دائمًا عن أخذ الأموال والجوائز المقدمة منهم، وكان أحد أقرانه هو سفيان بن عيينة، وابنه علي الذي توفي قبل أبيه.

دعاء الفضيل بن عياض لابنه

  • تركز اجتهاد الفضيل بن عياض بشكل كبير في تربية ابنه آملًا بأن يكون تقيًا وصالحًا ورعًا، فكان يدعو الله -عز وجل- بالدعاء: اللَّهُمَّ إِنِّيْ اجْتَهَدْتُ أَنْ أَؤدِّبَ عَلِيًّا فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَى تَأَدِيْبِهِ فَأَدِّبْهُ أَنْتَ لِي، فهداه الله تعالى بدعاء والده له.

أقوال الفضيل بن عياض

في سياق الإجابة على “من هو الفضيل بن عياض؟” نعرض أبرز أقواله التي اشتهرت عنه، والتي تمتلئ بالموعظة والعبرة والإرشاد، وبها معاني تقيّة وشاملة، فمن أقواله ما يلي:

  • قال: “بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند الله، وبقدر ما يعظم عندك يصغر عند الله”.
  • قال: “إني لأعصى الله، فأعرف ذلك في خُلق حماري وخادمي”.
  • قال: “كفى بالله محبا، وبالقرآن مؤنسا، وبالموت واعظا”.
  • قال: “خصلتان تقسيان القلب، كثرة الكلام، وكثرة الأكل”.
  • قيل له: “ما الزهد؟ قال: القنوع. قيل: ما الورع؟ قال: اجتناب المحارم. قيل: ما العبادة؟ قال: أداء الفرائض. قيل: ما التواضع؟ قال: أن تخضع للحق”.
  • قال: “لو حلفت أنِّي مُراء أحب ُّإليَّ من أن أحلف أنيِّ لست بمراء”.
  • قال: “عليك بطرق الهدى ولا يضرك قلَّة السالكين، وإياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين”.
  • قال: “لو أن لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في السلطان قيل له: يا أبا على فسر لنا هذا، قال: إذا جعلتها في نفسى لم تعدني، وإذا جعلتها في السلطان صلح فصلح بصلاحه العباد والبلاد”.
  • قال: “ترك العمل لأجل الناس هو الرياءُ، والعمل لأجل الناس هو الشرك”.
  • قال: “لو أن الدنيا بحذافيرها عُرضت عليّ ولا أحاسب بها لكنت أتقذرها، كما يَتقّذَر أحدكم الجيفة إذا مرَّ بها أن تصيب ثوبه”.
  • قال: “من استوحش من الوحدة واستأنس بالناس لم يسلم من الرياء، لا حج ولا جهاد أشد من حبس اللسان، وليس أحد أشد غما ممن سجن لسانه”.
  • قال: “إذا أحبّ الله عبداً أكثر غمَّه، وإذا أبغض عبداً وسَّع عليه دنياه”.
  • قال: “من خاف الله لم يضره أحد، ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد”.
  • قال: “لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة وحتى لا يحب أن يحمد على عبادة الله”.

أقوال العلماء عن الفضيل بن عياض

أثنى العديد من العلماء على الفضيل ثناءً عليه، وشهدوا له بالخلق الكريم والأخلاق الحسنة، ومن أقوالهم ما يلي:

  • قال عنه ابن عيينة: “فضيل ثقة وكان يقبل يده”.
  • قال عنه ابن حجر: “ثقة عابد إمام”.
  • قال عنه النسائي: “ثقة مأمون رجل صالح”.
  • قال عنه الذهبي:” الإمام القدوة الثبت شيخ الإسلام”.
  • قال عنه ابن المبارك: “ما بقى على ظهر الأرض عندي أفضل من فضيل بن عياض”.
  • قال عنه الخليفة هارون الرشيد: “ما رأيت في العلماء أهيب من مالك، ولا أورع من الفضيل”.

أسئلة شائعة عن الفضيل بن عياض

هل الفضيل بن عياض من التابعين؟

الفضيل بن عياض من تابعي التابعين، وأحد أعلام التقوى والهدى الذين نالوا نصيبًا من ثناء العلماء عليهم، وتم تلقيبه بعابد الحرمين لكونه صالحًا وحجة وثقة.

ماذا قال نصر بن المغيرة البخاري عن الفضيل بن عياض؟

سمعت إبراهيم بن شماس يقول: رأيت أفقه الناس وأورع الناس وأحفظ الناس: وكيع والفضيل وابن المبارك.

زر الذهاب إلى الأعلى