سؤال وجواب

اين يقع الوادي المقدس طوىوما هي مكانته الدينية

اين يقع الوادي المقدس طوى واحدًا من الأسئلة التي يجب وضعها في عين الاعتبار، وذلك لكون هذا الوادي من الأماكن العظيمة التي ذُكرت في القرآن الكريم، فلقد تلقى فيه سيدنا موسى – عليه السلام- الوصايا العشر، حيث إننا من خلال موقع أنوثتك سوف نذكر موقعه الجغرافي ومكانته الدينية وكل ما يلزم عنه.

اين يقع الوادي المقدس طوى

لقد ذُكر الوادي المقدس طوى في جميع الديانات السماوية، وذلك لأنه مر بعد العديد من أنبياء الله – عز وجل-، ولقد ذكر على وجه التحديد في القرآن الكريم عدة مرات، وفي الإنجيل، وفي التوراة، حيث إنه عبارة عن مكان مبارك وعظيم، وهو يوجد في جمهورية مصر العربية تحديدًا في جزيرة سيناء، إذ يعتبر بمثابة أعلى قمة جبلية موجودة في مصر نظرًا لأن طوله يصل تقريبًا إلى 2629 م، ومما يُميزه أنه يُحاط بسلاسل جبلية من كل ناحية، كما يوجد أسفله كنيسة العذراء، فضلًا عن أنه يتكون من مجموعة من القمم الجبلية.

الجدير بالذكر أنه في الآونة الأخيرة توصل العلماء إلى الموقع الدقيق لوادي طُوى المقدس، حيث يُعتقد أنه يوجد على بداية وادي أسلا، وهذا نتيجة لمحاولة إسقاط ما ورد في نص الآية القرآنية الكريمة على جغرافية المكان وهي قوله تعالى (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [القصص، 30].

كما أن نبي الله – عز وجل- موسى – عليه السلام- قد انطلق بعد أن انطلق من مدينة مدين بعد أن تزوج بابنة النبي شعيب – عليه السلام- وقضى فيها عشر سنين، إذ اتجه إلى جهة غير معلومة إلى أن وصل إلى سيناء تحديدًا في منطقة يُطلق عليها وادي نبق، ثم إلى وادي الكيت، ثم إلى وادي أسلا وأخيرًا وادي طوي المُقدس، فهذا هو أقرب تصور للآية الكريمة، ولكن الوضع ما زال محل تدقيق وتمحيص، والله أعلم.

وادي طوى المقدس في الدين الإسلامي

ذُكر الوادي المقدس طوى في القرآن الكريم، وذلك في قصة سيدنا موسى كما سنبين في النقاط التالية:

  • ذهب سيدنا موسى – عليه السلام- من مدين إلى مصر مع أهله، وكان قد يبحث هناك عن نارٍ في الليل ولكنه لم يجد إلى أن رأى نارًا بجوار جبلٍ.
  • فسار إلى هذه النار وحده تاركًا أهله في مكانه، ثم سمع فجأة صوتًا يناديه عند وصوله إلى موقع النار يخبره بأنه رب العالمين وبأنه – عز وجل- قد اصطفاه ليدعو الناس إلى توحيد الله وليخبرهم بأن يوم القيامة آتٍ لا محالة، وبأن كل عبد سوف يُجازى بما قدمه في حياته، وذلك كما في قوله تعالى (فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ) [القصص، 29].
  • وأمره حينها بأن يخلع نعليه لأنه في الوادي المقدس، كما هو في قوله تعالى (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى) [طه، 12].
  • ومن الجدير بالذكر أن المفسرين قالوا إن السبب في أن الله أمر موسى بأن يخلع نعليه في أنهما كانتا من جلد حيوان غير مُذكى، وذكر البعض بأن هذا تم من باب التواضع أمام ملك الملوك.
  • ولقد تسلم سيدنا موسى – عليه السلام- مهام رسالته في وادي طوى المقدس كأحد أولى العزم من الرسل.
  • وذهب ليأمر فرعون مصر والذي إدعى الألوهية بالإيمان بالله وحده، ولكنه كفر بدعوة موسى، وآمن معه فقط قومه من بني اسرائيل.
  • فمن وادي طوى المقدس قد انطلقت الرسالة السماوية اليهودية إلى وقتنا الحالي.

سبب تسمية وادي طوى المقدس

يعزى السبب وراء تسمية وادي طوى بالمقدس إلى أنه المكان الذي تحدث فيه سيدنا موسى – عليه السلام- إلى الله – عز وجل.

قال تعالى ( فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30) وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ يَا مُوسَىٰ أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ ۖ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ (31) اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ ۖ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (32) قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ (33) وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ (34)) [القصص].

السياحة في الوادي المقدس طوى

لقد أصبح الوادي المقدس طوى بمثابة واحدًا من الأماكن السياحية البارزة في سيناء، حيث يأتي إليه العديد من الزوار كل عام، وذلك للآتي:

  • عبور درج يتكون من 3750 خطوة بالوادي تُسمى بخطوات الندم، حيث إنها منحوتة على يد رهبان دير سانت كاترين من الحجر، وهي تقع بجوار السفح الشمالي الشرقي للجبل، إذ إن السياح عادةً يخرجون ليلًا لكي يتسلقوا الجبل إلى أن يتم بلوغ ذروة شروق الشمس.
  • إمكانية الصعود ليلًا إما مشيًا على الأقدام لمدة ساعتين أو على ظهر الجمل، علمًا بأن المشى على الأقدام يفيد في المرور بالباعة الذين يبيعون المواد الغذائية والماء، وبعدها يتم الوصول إلى المدرج الطبيعي والمعروف باسم حكماء إسرائيل السبعة ومن ثم يسير الزائر نحو 57 خطوة من أجل بلوغ القمة.
  • يُوجد في القمة مكان مُغلق بوجه الزائرين، حيث إنه كنيسة الثالوث الأقدس والتي تم تأسيسها سنة 1934 م، ويُعتقد أنه في هذا المكان انتظر سيدنا موسى لكي يستقبل إلى الألواح.
  • ففي قمة الجبل هناك منظر جميل من السلاسل الجبلية الرائعة المحاطة بالوادي والوديان الكثيرة فضلًا عن العديد من الآثار.
زر الذهاب إلى الأعلى