التعليم

على ماذا يدل البكاء أثناء قراءة القرآن

على ماذا يدل البكاء أثناء قراءة القرآن

إن البكاء أثناء قراءة القرآن من الأمور الشائعة، حيث اشتهر به صالحي المؤمنين من العباد والنادمين على ما فعلوا من الذنوب والمعاصي، فهو من السنن العظيمة والتي تشير إلى الأمور الآتية:

  • التدبر والخشوع لمعاني الآيات القرآنية وما تحمله من حكم ومواعظ.
  • طهارة القلب من الذنوب ومن الأفعال السيئة والتي تغضب الله – عز وجل-.
  • التأثر صدقًا وإخلاصًا بالقرآن الكريم والندم على الانشغال عن الآخرة بأمور الدنيا.

البكاء أثناء قراءة القرآن يدل على السحر

قد يعتقد البعض بأن البكاء عند قراءة القرآن علامة على الإصابة بالسحر وذلك لأنه من المعروف أن المسحور ينفر من قراءة القرآن وقد يشعر بالضيق الشديد عند سماعه، ففيما يلي سوف نوضح لكم ما إذا كان البكاء عند قراءة القرآن من علامات السحر أم لا:

  • لا يدل البكاء عند قراءة القرآن على أن الشخص مصابًا بالسحر فقد يكون السبب ورائه هو الخشوع والتأثر بالآيات.
  • فالمسحور عند قراءة القرآن أو سماعه لا يبكي بل يصاب بكثرة التثاؤب أو ربما النعاس، ومن الممكن أن يتعرض للإغماء، والله أعلم.

ما سبب البكاء عند سماع القرآن

لن يختلف سبب البكاء عند سماع القرآن عن سبب البكاء عند قراءته فهو أيضًا يتمثل في التأثر بالآيات صدقًا وإخلاصًا، حيث إن هذه العادة من العادات الصالحة والمحمودة والتي تعد من أبرز صفات العارفين وعباد الله الصالحين، فلقد أوصى بعض الصحابة بها كالآتي:

  • قال عثمان بن عفان – رضي الله عنه- “لو طهرت قلوبنا ما شبعت من كلام ربنا”.
  • قال الإمام النووي “ويستحب البكاء والتباكي لمن لا يقدر على البكاء، فإن البكاء عند القراءة شعار عباد الله الصالحين”.

سبب البكاء عند سماع سورة البقرة

إن السبب الأساسي وراء البكاء عند سماع سورة البقرة هو التأثر والخشوع للآيات، ولكن هناك سبب آخر ألا وهو الإصابة بالحسد لا سيما إن ترافق مع الأمر علامات أخرى مثل:

  • الشعور بالتعب الشديد وربما فقدان الوعي المؤقت.
  • التثاؤب بشكل متكرر والحاجة إلى النوم.
  • التعرق المُفرط.
  • رؤية الثعابين في المنام.
  • الإحساس بالأم في أحد القدمين أو كلاهما.
  • ظهور بعض الكدمات الزرقاء على الجسم.
  • الإصابة بالصداع عند سماع السورة بشكل كامل.

حكم البكاء أثناء قراءة القرآن

إن البكاء أثناء قراءة القرآن يعد بمثابة أمرًا محمودًا وبالأخص إن تم قراءة الآيات القرآنية بخشوع تام وتأثر صادق، يحث يفيد الأمر في الحصول على الأجر العظيم، ولكن ينبغي العلم بأن مشاعر البشر مختلفة ومتفاوتة حيث لا يجوز الشكوى من عدم البكاء عند قراءة القرآن، إذ لا يُحاسب المسلم على ذلك الأمر وما عليه سوى تدبر الآيات والخشوع عند سماعها وفهم معانيها.

أسباب الضيق عند سماع القرآن

قد يشعر البعض عند سماع القرآن الكريم بالضيق إذ يعزى السبب وراء ذلك إلى الأمور الآتية:

  • الإصابة بالحسد الشديد.
  • تسلط الشيطان على القارئ ورغبته في إصابته بالضيق أو إفساد علاقته بربه.
  • سماع قراءة القرآن مضطرًا أو مجبرًا أو مكروهًا.
  • ومن الجدير بالذكر أنه يُمكن علاج هذا الأمر من خلال اتباع بعض النصائح مصل:
    • قراءة أذكار الصباح والمساء.
    • تحصين النفس بالرقية الشرعية.
    • المحافظة على الوضوء.
    • الصلاة في أوقاتها.
    • قراءة القرآن كل يوم حتى وإن كانت صفحة واحدة.
    • اللجوء إلى دعاء الله لصرف الأذى.

اهتزاز الجسم أثناء قراءة القرآن

يشير اهتزاز الجسم عند قراءة القرآن الكريم إلى الخوف من الله – عز وجل- والخشوع له، فإن احتمال أن يكون الأمر علامة على المس الشيطاني ضعيفًا وذلك لقوله تعالى:

(اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) [الزمر، 23].

من فوائد قراءة القرآن الكريم

لقد أمر الله – عز وجل- المؤمنين من العباد بتعلم القرآن الكريم إلى جانب قراءة آياته في أطراف النهار وأناء الليل، وذلك لما فيه من فضل عظيم فهو أصدق الكتب وأبلغها كلامًا، إذ تتمثل فوائد قراءة القرآن الكريم فيما يلي:

فَضْل قراءة القرآن والأدلّة عليه من القرآن الكريم

  • الحصول على الأجر والثواب إلى جانب نعيم الجنة.

قال تعالى (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) [البقرة، 121].

  • حفظ الله – عز وجل- للقارئ في الدنيا والآخرة ومنع الأذى من الوصول إليه.

قال تعالى (وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا) [الإسراء، 45].

  • الاتصاف بالإيمان وتعلم الأخلاقيات الرفيعة.

قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30)) [فاطر].

فَضْل قراءة القرآن والأدلّة عليه من السنّة النبويّة

  • بلوغ مرتبة السفرة الكرام البررة أي الأشخاص المطيعون.

عن عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها- عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- “الماهِرُ بالقرآنِ مع السفرَةِ الكرامِ البرَرَةِ ، والذي يقرؤُهُ ويتَعْتَعُ فيهِ وهو عليه شاقٌّ لَهُ أجرانِ”.

  • تنزل السكينة على القارئ ويقصد بها سحابة من السماء يوجد فيها ملائكة الرحمة.

عن البراء بن عازب “كانَ رَجُلٌ يَقْرَأُ سُورَةَ الكَهْفِ وَعِنْدَهُ فَرَسٌ مَرْبُوطٌ بشَطَنَيْنِ، فَتَغَشَّتْهُ سَحَابَةٌ فَجَعَلَتْ تَدُورُ وَتَدْنُو، وَجَعَلَ فَرَسُهُ يَنْفِرُ منها، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَذَكَرَ ذلكَ له، فَقالَ: تِلكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ لِلْقُرْآنِ”.

  • مضاعفة الثواب.

عن عبد الله بن مسعود “منْ قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ آلم حرفٌ ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ”.

  • نيل الشفاعة يوم القيامة.

عن أبو أمامة الباهلي “اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ”.

  • عِظم القدر في الدنيا والآخرة.

عن أبو موسى الأشعري “مَثَلُ المُؤْمِنِ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ، مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ، رِيحُها طَيِّبٌ وطَعْمُها طَيِّبٌ، ومَثَلُ المُؤْمِنِ الذي لا يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ التَّمْرَةِ، لا رِيحَ لها وطَعْمُها حُلْوٌ، ومَثَلُ المُنافِقِ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ، مَثَلُ الرَّيْحانَةِ، رِيحُها طَيِّبٌ وطَعْمُها مُرٌّ، ومَثَلُ المُنافِقِ الذي لا يَقْرَأُ القُرْآنَ، كَمَثَلِ الحَنْظَلَةِ، ليسَ لها رِيحٌ وطَعْمُها مُرٌّ”.

  • الحصول على المكانة الرفيعة في الدنيا.

عن عمر بن الخطاب “أَمَا إنَّ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قدْ قالَ: إنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بهذا الكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ به آخَرِينَ.”.

  • الوقاية من الغفلة عن ذكر الله – عز وجل-.

عن أبو هريرة “من حافظ على هؤلاءِ الصلواتِ المكتوباتِ ؛ لم يُكتَب من الغافلين ، ومن قرأ في ليلةٍ مئةَ آيةٍ ؛ كُتِبَ من القانتين”.

  • استحقاق قاريء القرآن الكريم الغبطة أي تمنى الآخرين مثل ما عنده من النعمة دون حسد.

عن عبد الله بن عمر “لا حسدَ إلا على اثنتينِ رجلٌ آتاه اللهُ مالًا فهو ينفقُ منه آناءَ الليلِ وآناءَ النهارِ ورجلٌ آتاه اللهُ القرآنَ فهو يقومُ به آناءَ الليلِ وآناءَ النهارِ”.

  • نيل مكانة خاصة وعظيمة عند الله – سبحانه وتعالى-.

عن أنس بن مالك “إنَّ للَّهِ أَهْلينَ منَ النَّاسِ قالوا: يا رسولَ اللَّهِ ، من هُم ؟ قالَ: هم أَهْلُ القرآنِ ، أَهْلُ اللَّهِ وخاصَّتُهُ”.

زر الذهاب إلى الأعلى