التعليم

بحث عن دور المعلم في غرس القيم الأخلاقية والدينية والأدبية

دور المعلم في غرس القيم الأخلاقية يتجلى في العديد من الأمور، حيث إن المعلم ليس مسؤول فقط عن نقل المادة العلمية للطلاب بل إنه مسؤولًا أيضًا عن دس المبادئ والقيم السامية في نفوسهم، فمن خلال موقع أنوثتك سوف نشير إلى كيفية مساهمة المعلم في تعزيز الأخلاقيات الجيدة لدى طلب طالب، كما سنوضح متى يكون فعّالًا ومن المعلمين البارزين.

دور المعلم في غرس القيم الأخلاقية

إن الطلاب لا يتأثرون بطريقة تدريس المعلم فحسب، حيث إنهم يتأثرون أيضًا بصفات المعلم الشخصية وأسلوبه،وثقافته، إلى جانب صدقه، وصراحته، ومدى أمانته، فإن كانت هذه الأمور لديه جيدة فمما لا شك فيه بأنهم سوف يتخذونه قدوة لهم وبالتالي سيتم غرس المبادئ السامية في نفوسهم، فهناك العديد من النصائح التي ينبغي على المعلم اتباعها لكي يعمل على تنمية القيم الأخلاقية لدى الجميع، وهي كالآتي:

  • إدراك قيمة المسؤولية التي تم توكيلها إليه إلى جانب التحلي بمجموعة من الصفات الحسنة كسلامة اللغة وفصاحة اللسان وذلك أثناء الحديث، فضلًا عن امتلاك صفتي الإتقان والجمال.
  • بناء دوره على أسس ومعايير جيدة ليسير عليها ويتمكن من خلالها توجيه الطلاب إلى الطريق السليم.
  • التعامل بإحسان مع الطلاب وبرفق من خلال انتقاء الألفاظ المهذبة عند التعامل معهم وفقًا لقوله تعالى (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ…) [آل عمران، 159].
  • مراعاة التعامل الأخلاقي مع زملاء العمل لا سيما داخل وخارج غرف التدريب، حيث من المتوقع أن يلاحظ الطلاب هذا الأمر وينتقدونه مما قد يؤثر على سلوكياتهم ومعتقداتهم بناءً على اقتناعهم العقلي.
  • استغلال الرحلات المدرسية من أجل التقرب من الطلاب ومعامتلهم كالأخ الكبير فهذا الأمر سوف يزيد الثقة بينهم.
  • الاتسام بالصبر وقوة التحمل للتمكن من توجيه الطلاب والتعامل مع شخصياتهم المختلفة.
  • تقديم النصح الدائم للطلاب في حالة إن صدر منهم أفعال تتعارض مع الأخلاق والتربية فمما لا شك فيه أن النصيحة تترك أثر نفسي كبير عندما تأتي من شخص بينه وبين متلقيها علاقة قوية قائمة على الاحترام والتقدير.
  • الابتعاد عن سوء الأخلاق حيث لا يجوز استعمال الكلمات الخادشة للحياء وألا يتم رد الإساءة بالإساءة بل بالإحسان لكي يشعر الطالب المخطئ بالخجل من نفسه ويعتذر عما بدر منه وبالتالي يتعلم كيفية التحلي بالقيم الأخلاقية.
  • طرح مقارنة بين أنماط السلوك القيمي الحميد وأشكال السلوك المذموم.
  • تخصيص قراءات وواجبات تتعلق بالجانب القيمي الحسن.

دور المعلم في غرس القيم الأدبية

تتضمن القيم الأدبية كيفية التعامل بشكل سليم مع البيئة المحيطة، إذ يكمن دور المعلم في تعزيز هذه القيم في اتباع التعليمات الآتية:

  • توجيه الطلاب ومراقبتهم من أجل الحفاظ على جدران المدرسة وأثاثها وأدواتها.
  • تعليمهم كيفية الحفاظ بفاعلية على ممتلكات الغير.
  • الحث على استعمال الأسلوب المهذب عند استعارة أي شيء من ممتلكات الآخرين.

دور المعلم في غرس القيم الدينية للطلاب

ينبغي أن يساهم المعلم أيضًا في غرس القيم الدينية داخل نفوس الطلاب وذلك بالتعاون مع أولياء أمورهم، حيث يتطلب منه القيام بالآتي:

  • جعل مكانة أكبر للمسجد في تربية وتوعية الطلاب، حيث إنه يعد من أبرز معالم الدين الإسلامي، إذ تكون المواظبة على الصلاة فيه من أهم أسباب صلاح حياة المسلم.
  • الحث على صلاة الجماعة وذلك لأنها تعزز من قيمة الترابط والطاعة.
  • المساعدة على حفظ القرآن الكريم من أجل اكتساب القيم الإيمانية والتي تؤدي إلى اكتساب القيم الإصلاحية العلمية.
  • التحفيز على أداء الصلاة في أوقاتها لتجنب التكاسل عنها.
  • العمل على بيان فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى جانب التوجيه نحو الوجهة السليمة.
  • توضيح أهم الموازين الشرعية للتمكن من خلالها تميز الفكر المنحرف.
  • نشر العلم الشرعي الصحيح.

مقومات تعين المعلم على غرس القيم

هناك مجموعة من الخصائص لا بد وأن يتمثلها المعلم سلوكًا وأخلاقًا حتى يتمكن من القيام بدوره الهام في غرس القيم والمبادئ الحسنة في نفوس الطلاب، وهي كالآتي:

  • الاتسام بالصبر والتحمل للتمكن من توجيه الطلاب.
  • التحلى بالحزم وكذلك الكياسة حيث لا يجب أن يكون المعلم ضيق الخلف سيئ التصرف أو حتى سريع الغضب لكيلا يفقد احترام الطلاب له.
  • الإخلاص والجد في العمل والحب له.
  • التعامل بأسلوب طبيعي مع الطلاب وغير متكلف.
  • التمسك بالدين واحترام تقاليد المجتمع فضلًا عن التحلي بالجدية وعدم الاستهترار.
  • عدم تقبيح العلوم الأخرى في نفس المتعلم في حالة إن كان المعلم يقوم بتعليم بعض العلوم فقط.
  • الاقتصار على المتعلم على قدر فهمه إذ لا يجب ألا يلقي عليه مالا يُمكن لعقله أن يبلغه فينفر.
  • أن يكون عاملًا بعمله حيث لا يجب أن يُكذب قوله فعله، فمن المعروف أن العلم يُدرك بالبصائر بينما العمل يُدرك بالأبصار فإن خالف العمل العلم سوف يتم منع الرشد.
  • تطوير الأداء بشكل دائم بما يواكب متطلبات العصر.
  • امتلاك الرغبة الصادقة في نشر العلم والقيم الإنسانية وإفادة المتعلمين.
  • التمتع بالقدرة على بناء العلاقات الجيدة مع الطلاب لتحقيق الأهداف المنشودة.
  • التفاني في العمل سواء التدريس أو النصح والإرشاد لمساعدة الطلاب على فهم مختلف جوانب الحياة.

الآثار الحسنة للقيم الأخلاقية

تلعب القيم الأخلاقية دورًا كبيرًا في انعكاس مختلف الآثار الحسنة على من يتحلى بهذه القيم، فمن أبرز هذه الآثار ما يلي:

  • الوقاية من الانحراف النفسي أو الاجتماعي.
  • المساهمة في ضبط التصرفات وبالتالي تحقيق حياة آمنة مطمئنة.
  • المساعدة على تكوين روح العمل الخير إلى جانب اجتناب مسلك الشر والفساد.
  • تعزيز تكوين البناء الوجداني للإنسان وشعوره بأهميته ودوره في الحياة.
  • بناء المجتمع السليم والحضارة القوية.
  • تعتبر القيم الأخلاقية بمثابة ميزان الفرد مع الغير حيث إن الدين معاملة.
  • إيجاد نوع من التوازن في الحياة الاجتماعية.
  • زيادة تماسك أفراد المجتمع ونشر الترابط والحب والإخاء بينهم.
  • التشجيع على مواجهة التغيرات التي تحدث في المجتمع مع التمكن للوصول إلى الحلول المناسبة والمحافظة على استقراره وكياته.

شخصية المعلم السلبية وتأثيرها على الطلاب

في حالة إن لم يكن المعلم قدوة فلن يتمكن من بناء شخصيته التربوية والمتكاملة والتي ينبغي أن ينقلها للطلاب لكي يستفيدوا منها قدر الإمكان، كما أنه من المتوقع أن يؤثر بالسلب عليهم أخلاقيًا ودراسيًا، حيث تتمثل التأثيرات الشائعة لشخصية المعلم السلبية على الطلاب فيما يلي:

  • ترسيخ القيم السلبية والخاطئة مما يؤثر على تربية الطالب وأخلاقه وطريقة تعامله مع الآخرين وربما قدرته على اتخاذ القرارات المستقبلية.
  • تضليل العملية التربوية والفشل في تحقيق أهدافها بسبب احتمالية تمييزه بين الطلاب وانتشار ظاهرة التنمر الدراسي.
  • عدم استقرار نفوس الطلاب لشعورهم بأنهم مهددين دائمًا في حالة عدم التزامهم بالهدوء أثناء الحصة الدراسية وذلك بوضع علامة صفر في المادة الخاصة بهذا المعلم السيئ.
  • نشر نبدأ العقاب أو الحرمان بدلًا من مبدأ الحصول على مكافأة وهو ما سيؤدي إلى تغيب الطلاب عن المدرسة أو اعتماد مبدأ الهروب والتسرب المدرسي.
  • إذا كان المعلم يمتلك صفة العدوانية فسوف يلحق الأمر الأذى النفسي بالطلاب مما يجعلهم يرفضون الذهاب إلى المدرسة.
  • اضطراب الشخصية لدى بعض التلاميذ لا سيما إن كان المعلم يتعمد إلحاق الأذى الجسدي بهم.
زر الذهاب إلى الأعلى