القسم الإسلامي

حكم الافتاء بغير علم

حكم الافتاء بغير علم حيث تعتبر الفتوى من الأمور التي يجب ان تقتصر على الشخص الذي لديه العلم والمعرفة، الذي يتميز بامتلاك بحر غزير من العلم والدراية الكاملة بشؤون الدين والمعروف أن الفتوى هي البيان من الأحكام وشريعة الله تعالى، بناء على ذلك يجب أن تتم الفتوى بكل علم ودراية، لهذا سوف نتعرف سوياً من خلال مقالنا اليوم الحكم من الافتاء بغير علم.

حكم الافتاء بغير علم

الكثير من الناس يجول بخاطرهم الفتوى وأي أمور تتعلق بها ويبحثون عن الحكم من قيام أي شخص بدون أي دراية أو فهم بإبداء بعض الفتاوى حين يطلب منهم هذا، ولا يدركون أنهم يرتكبون خطأ فادح في حقهم وفي حق الأشخاص الذين يقدمون الفتوى لهم، ويجهلون وقوعهم في الذنب عند ارتكاب إبداء الفتوى دون أي علم أو دراسة لهذا سوف نوضح لكم الحكم الشرعي من الإفتاء بغير علم والإجابة عن الحكم يكون من خلال السطور التالية:

  • الحكم من الإفتاء بغير علم يكون من المحرمات شرعاً وأن الشخص الذي قام بهذا الفعل يعد من المشركين.
  • نظراً لأنه قام بادعاء العلم والمعرفة دون حق ودليل.
  • ويعد هذا الأمر من باب الافتراء والكذب على الله تعالى وعلى سنة رسولنا العظيم.
  • هذا الافتراء يعتبر من الأفعال الشيطانية، التي قد تترتب عليها الآثار الضارة على المجتمع.
  • الفتوى دون علم تعتبر من الأمور المحرمة ومن الأمور الغير جائزة من الناحية الشرعية والتي تنطبق مع شريعتنا الإسلامية.
  • الذي يفتي بدون علم واضح وبين يقع في الخطأ نظراً لأنه يقوم بتحليل ما قام الله تعالى بتحريمه.
  • ويعمل على تحريم ما أحله الله تعالى لنا، مما ينتج عن هذا الأمر هو ارتكاب المعاصي والتسبب في خراب البيوت.
  • كما أن هذا الأمر في أغلب الأوقات قد يترتب عليه الفناء والهلاك، ويسبب انتشار الفتنة على نطاق واسع بين المسلمين.

مميزات من يقوم بالفتوى

لكل شخص يقوم بإبداء الفتوى يجب أو يتمتع بالعديد من المميزات التي تميزه وتتمثل في التالي:

  • يجب على المفتي أن يمتلك العلم الغزير لتوضيح الأمور المشكوك بها والغير واضحة للكثيرين.
  • من المهم جداً أن يكون المفتي يحمل العلم المستنير ليصبح بريء الذمة أمام الله تعالى.
  • من المهم أيضاً أن يكون المفتي ذو نفس مطمئنة لكل ما يقوم بإصدارة من فتاوى.
  • المفتي يجب أن يتوقف تماماً عن الفتوى في حالة لم يكن متأكداً وعلى يقين واضح بصدق وصحة الفتوى.
  • ويجب أن ينصح بأن يتم استشارة أهل العلم وهناك دليل من خلال قول الله تعالى وهو:

(فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).

أهم الشروط التي يجب أن تتوفر في المفتي

الذي يجب أن يقوم بالفتوى ويتصدرها هو الإنسان الذي يمتلك العلم، أما الشخص الذي ليس عنده هذا العلم ولا يتمتع به يجب ان يمانع نهائياً عن الفتوى وذلك لتجنب وقوعه في الإثم والمحظور، في حاله تقول على الله ما لم يقوله، كما يجب ألا يدعى أي أمر ليس له أي علاقة بالأمور والأحوال الشرعية وعلى كل شخص يتجه لإفتاء الرأي في الأمور الدينية والأمور الدنيوية يجب أن تتوفر به بعض الشروط منها التالي:

  • أن يكون الشخص المفتي ملماً بالقرآن الكريم بصور كامله، سواء من خلال القراءة أو عند التفسير أو التدبر في آيات القرآن الكريم.
  • يجب أن يكون على علم كامل وعلى دراية كاملة بالسنة النبوية الشريفة، والدراية الكاملة برواية الحديث الشريف.
  • كما يجب أن يكون على علم كامل بأصول التكليف.
  • يجب أن يلم المفتي بقواعد اللغة العربية وكافة امورها وخباياها، من أجل أن يتمكن أكثر من عملية استنتاج الأحكام الصحيحة.
  • على أن يتم استخراجها واقتباسها من النص القرآني وأيضاً من الحديث النبوي الشريف.
  • بالنسبة لمسائل الإجماع يجب على المفتي أن يكون ملم بها وعلى يقين كامل بها، ويعتبر من ضمن الأمور التي أكد وأجمع عليها علماء الدين.
  • منعاً من عدم إصدار أي فتوى متنوعة بشكل كامل عما قد أجمع واتفق عليه علماء الإجماع.
  • يجب على المفتي أن يكون على علم وعلى إلمام بمراتب الأدلة.
  • يجب على المفتي التحلي بالعلم الكامل والتقوى والعدل من أجل أن يثق به الناس عند إبداء أي فتوى.

خطورة الإفتاء بغير علم وأثرها على المجتمع

بعد قيامنا بتوضيح الحكم من الإفتاء بغير علم بشكل كامل وواضح، سوف نعرض عليكم أيضاً الخطر الكامل من عملية الإفتاء بغير علم وما ينتج عنها من آثار حيث أن:

  • هذا الأمر يعتبر منكر عظيم وكبير، والمعلوم أن هذا المنكر قد قام الله تعالى بتحريمه على العباد والخلق.
  • كما أن الله تعالى وضع هذا الأمر في مكانة ومرتبة تفوق الشرك بالله تعالى، وهناك آية قرآنية تدل على هذا الأمر فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز.

(قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ).

  • بناء على ذلك يجب على كل مفتي أن يتجنب قول الكذب على الله تعالى وألا يفتي بغير علم.
  • كما يجب أن يعلم حدود الله تعالى جيداً ولا يتخطاها، لهذا لا يجب ولا يجوز الفتوى بغير علم بين.
  • علماً بأن الفتوى من دون علم ويقين هي من ترتيب وأفعال الشيطان، لأن الشيطان يحس الناس بالقول على الله بما لا يدركون ولا يعلمون.
  • على كل مؤمن يجب أن يحاذر ويتجنب من وساوس الشيطان وإغرائه، حتى لا ينزغ لهم بأي فتوى وقول بهتان على الله تعالى بغير علم.
  • من الضروري جداً أن تكون الفتوى صادرة من أهل العلم وأصحاب الخبرات بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.

ما هو مفهوم الفتوى؟

  • الفتوى عبارة عن الإجابة استجواب واستفهام معين، هذا من حيث التعريف باللغة.
  • أما من حيث الاصطلاحات فلها الكثير من التعريفات وتم تعريفها من قبل علماء متعددين بأنها.
  • هي البيان للحكم الشرعي للشخص الذي يسأل عن أمر معين، دون وجود وجه إلزام.
  • كما أن المفتي يتمتع بمكانة ومنزلة عظيمة ومرتفعة، لأنه يعتبر الوسيط بين الله سبحانه وتعالى وبين عبادة.
  • على أن تكون هذه الوساطة في الأمور التي تتعلق بالحلال والحرام، مع بيان الأمور المشكوك بها.
  • نحن في زمن ازدادت به الحاجة لوجود مفتي قدير ذو علم ودراية من أجل توضيح وتعريف بعض الأمور الدنيوية المشكوك بها.
  • نظراً لوجود مشاكل متعددة بدأت في الظهور والانتشار خلال الآونة الأخيرة، والتي يجب عند حلها اللجوء إلى الإفتاء السليم.
  • لهذا قد وصف رسولنا العظيم العلماء أصحاب العلم والدراية بأنهم ورثة الأنبياء، ويجب الاستعانة بهم إذا تطلب الأمر هذا.

السبب وراء ضلال الناس

  • الشخص المفتي بدون علم ودراية قد يكون سبباً رئيسياً في ضلال الناس وتشتيتهم عن الحق.
  • ويكون سبباً وجيهاً في إضلال الشخص الذي يسأل عن الفتوى من أمر بعينه.
  • على المفتي ألا يقول ما ليس به من علم ولا دراية، فقد قال بن مسعود:
    • من كان عنده علم فليقل به، ومن لم يكن عنده علم فليقل الله أعلم.

إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا اليوم عن حكم الافتاء بغير علم وكل ما يتعلق بأمور الفتوى، ونتمنى أن ينال مقالنا إعجابكم وإلى اللقاء في مقال جديد من خلال مجلة أنوثتك.

زر الذهاب إلى الأعلى