القسم الإسلامي

من صفات الولد الصالح وطرق تربية ابن صالح في الإسلام

من صفات الولد الصالح وطرق تربية ابن صالح هو ما يهتم الكثير من المسلمين بمعرفته، وذلك لأن أفضل ما يُمكن للمسلم أن ينتفع به في حياته هو الرزق بالولد الصالح لكي يؤازره أثناء تواجده أو بعد موته، فعبر موقع أنوثتك سوف نذكر ما يتسم به الولد الصالح بالتفصيل وكيفية تربية الأبناء التربية السليمة.

من صفات الولد الصالح وطرق تربية ابن صالح

يعد الولد الصالح بمثابة الغنيمة التي يسعد بها الآباء في الدنيا، وكذلك في الآخرة بعد رحيلهم عنها، حيث إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال ” إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له”، فالولد الصالح هو من يلتزم بتعاليم الدين الإسلامي ويؤمن بالله – عز وجل- إذ إنه يتسم بالعديد من الخصال المحمودة والتي من أبرزها ما يلي:

  • بر الوالدين عبر طاعتهما والإحسان إليهما والدعاء لهما بعد موتهما.
  • حب الله – عز وجل- والرسول – صلى الله عليه وسلم- امتثالًا لقول النبي “لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ”.
  • الالتزام بالعبادة من صوم وصلاة وزكاة وحج كما جاء في قوله تعالى (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) [البينة، 5].
  • الإيمان بأركان الإيمان، امتثالًا لقول الرسول – صلى الله عليه وسلم- “الإِيمانُ : أنْ تُؤمن بِاللهِ ومَلائِكتِه ، وكِتابِهِ وبِلقائِهِ ؛ وبِرُسُلِهِ ، وتُؤمن بِالبَعثِ الآخِرِ”.
  • الالتزام بمكارم الأخلاق أي بالتواضع والتسامح والصدق والتعاون والقيم النبيلة وغيرها.
  • الابتعاد عن الأخلاق السيئة والتي من أبرزها خيانة الأمانة والكذب والتخلف عن الوعد، فضلًا عن الابتعاد عن الغضب لقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم- “ليسَ الشَّدِيدُ بالصُّرَعَةِ، إنَّما الشَّدِيدُ الذي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ”، والابتعاد عن الكبر كما في الحديث الشريف “لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَن كانَ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِن كِبْرٍ قالَ رَجُلٌ: إنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أنْ يَكونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا ونَعْلُهُ حَسَنَةً، قالَ: إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ، الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ، وغَمْطُ النَّاسِ”.
  • صلة الرحم، فمن يصل رحمه بلا شك سيصله الله ومن قطعه سيقطعه الله.

تربية الولد الصالح

هناك العديد من الطرق التي يُمكن اتباعها من أجل تربية الولد الصالح والذي لا يكون عاقًا بوالديه أو يتبع الشهوات ويرتكب الكثير من المعاصي، فمن أهمها ما يلي:

  • اختيار الزوجة الصالحة لأن الام تعد بمثابة أول لبنة في تربية الأبناء، فمما لا شك فيه أن الزوج الفطن هو من يُمكنه الحصول على هذه الزوجة والتي تغار على دينها بل وتتمسك بالطريق المستقيم وتتجنب المعاصي وارتكاب الذنوب امتثالًا لقول النبي – صلى الله عليه وسلم- ” الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا المَرْأَةُ الصَّالِحَةُ”.
  • اختيار الزوج الصالح لكي يتعاونا معًا على تربية الأولاد التربية الصالحة والتي تحقق العبودية للخالق – عز وجل-.
  • اتباع السنة حين الجماع وذلك اقتداءً بما أمر به رسول الله – صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف ” أَمَا لو أنَّ أحَدَهُمْ يَقولُ حِينَ يَأْتي أهْلَهُ: باسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنِي الشَّيْطانَ، وجَنِّبِ الشَّيْطانَ ما رَزَقْتَنا، ثُمَّ قُدِّرَ بيْنَهُما في ذلكَ، أوْ قُضِيَ ولَدٌ؛ لَمْ يَضُرَّهُ شَيطانٌ أبَدًا”.
  • اتباع منهج أهل الحق والإيمان والذي يحث على الدعاء بالولد الصالح لقوله تعالى عل لسان زكريا ( هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ) [آل عمران، 38].
  • تعليم أصول التربية لتأسيس ابن قوي ضد مغريات الحياة المختلفة، وتتضمن هذه الأصول تعليم مبادئ الشريعة وكيفية حب الله ورسوله والتفرقة بين الحلال والحرام.

الولد الصالح في القرآن

ضرب الله – عز وجل- العديد من الأمثلة في صلاح الأبناء في مختلف القصص القرآنية، حيث إنها ذكرت في مختلف الآيات القرآنية ومنها ما يلي:

  • قال تعالى (إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45)) [مريم].
  • قال تعالى (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا ۖ وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ۖ وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ۚ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) [يوسف، 100].
  • قال تعالى (يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12) وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً ۖ وَكَانَ تَقِيًّا (13) وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا (14) وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (15)) [مريم].

قصص دينية عن الولد الصالح

سنشير في السطور التالية إلى أبرز القصص الدينية التي تحكي عن صلاح الأولاد:

قصة سيدنا زكريا وابنه يحيى

  • لقد ذُكر سيدنا زكريا – عليه السلام- 8 مرات في القرآن الكريم، بينما ذُكر سيدنا يحيى 4 مرات.
  • حيث إن سيدنا زكريا كان زوج خالة مريم العذراء، إذ إنه كان يتردد على مريم في المحراب وجد كرم الله عليها مما جعله يدعو الله بأن يرزقه الولد الصالح.
  • فلقد رزقه الله – سبحانه وتعالى- بسيدنا يحيى – عليه السلام، ولكن الآية هنا تكمن في امتناعه عن الكلام لمدة 3 أيام.
  • ومن الجدير بالذكر أن الله أتاه يحيى حسن الخلق ولقد نشأ منشأ طيب وأتاه النبوة وهو صغيرًا لم يكمل ثلاثين عام، وجعله خير ولد صالح طوال حياته.

قصة سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل

  • تعد قصة سيدنا إسماعيل من أبرز القصص التي توضح مدى صلاح الولد، حيث إن والده النبي إبراهيم – عليه السلام- رأى في نومه أنه يذبحه وكان وحيده في هذا الوقت.
  • فلقد عرض عليه أن يذبحه بالفعل ولم يعترض إسماعيل مطلقًا لأن رؤيا الأنبياء حق حيث قال لأبيه نفذ ما أمرك الله تعالى به.
  • إذ إن رباطة جأش إسماعيل تعد بمثال قدوة لكل ولد يرغب في معرفة كيف يكون الصلاح، إذ أخذه ابراهيم وذهب به حيث المنحر في منى ولم يشعر بالخوف.
  • فمبجرد أن وضع إبراهيم ابنه اسماعيل في هيئة الذبح وبدأ يسير بالسكين على رقبته لم يتعرض لأي أذى ولقد نودي إبراهيم من السماء بأنه نفذ أمر الله.
  • حيث أنزل الله – تعالى- كبش سمين من السماء فداء لإسماعيل فذبحه حينها ابراهيم – عليهما السلام-، ففي هذه القصة بيانًا على مدى طاعة إبراهيم لأبيه ولله – عز وجل-.

هل يقبل الله دعوة الولد الصالح

يقبل الله – عز وجل- دعوة الولد الصالح المستقيم ولكن يُشترط أن يكون ملتزم بالآتي:

  • ترجي استجابة الدعاء.
  • أداء الفرائض كاملة وعلى أتم وجه.
  • العمل الصالح الدائم والمستمر وطلب رضا الله منه.
  • الابتعاد عن أصحاب السوء والذين يدعون إلى ارتكاب المعاصي والتقرب من صحبة الخير.
  • تدبر آيات القرآن الكريم وجعل المصحف بمثابة رفيق الحياة.
  • اتخاذ الرسول – صلى الله عليه والسلام- كقدوة حسنة في الفعل والقول.
  • مساعدة الغير وحب الناس.
  • اكتساب حلاوة اللسان وتهذيب النفس على الرفق واللين.
  • حب الخير لجميع الأشخاص.
زر الذهاب إلى الأعلى