القسم الإسلامي

حكم المحبة والتعاون بين المسلمين

حكم المحبة والتعاون بين المسلمين

  • إن الحب والتعاون بين المسلمين من أجمل وأسمي المشاعر التي وضعها الله عز في قلوب بعضنا البعض.
  • وأنواع المحبة كثيرة ومتعددة أهمها حب الله تبارك وتعالى وحب رسوله الكريم محمد صلي الله عليه وسلم ويأتي بعدها حب الصحابة وحب  المسلمين أجمعين.
  • والتعاون في الإسلام هو أمر من أوامر الله عز وجل إذا قام بها الإنسان نال الثواب من الله، كما أن الشخص المتعاون دائما يفوز بمحبة كل المحيطين به.
  • وتلك المشاعر الإنسانية تكون تجاه  شخص أو مجموعة أشخاص وهي فطرة قد خلقنا الله عليها.
  • فالإسلام دين يسر ومحبة وقد فضلنا الله سبحانه وتعالى  علي سائر مخلوقاته وحثنا دائما علي نشر المحبة والتعاون فيما بيننا كمسلمين في كل بقاع الأرض.
  • كما أن ديننا الإسلامي قد قام بوضع قواعد ومعايير إسلامية شرعية تساعد في ضبط تلك المشاعر الإنسانية من محبة وتعاون بين مختلف أطياف المجتمع وبين المسلمين بشكل خاص.

أشكال التعاون في الدين الإسلامي

إن أشكال التعاون في الإسلام كثيرة ومتعددة ومنها:

  • التعاون في نشر الدين الإسلامي فعندما ذهب سيدنا موسي إلي فرعون أخذ معه أخاه هارون حتي يعاونه في نشر دعوته إلي دين الله عز وجل.
  • التعاون على البر والتقوى وهو من أهم أشكال التعاون ويقوم علي مساعدة الأفراد في أداء الفرائض والعبادات علي الوجه الأكمل.
  • التعاون في طلب العلم ‏فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يجتهدون دائما في نشر الدعوة الإسلامية وفي طلب العلم ويساعدون بعضهم البعض حتي ينتشر الإسلام.

آيات قرآنيه  للحث علي التعاون والمحبة بين المسلمين

كما أمرنا الإسلام علي نشر هذه المحبة بين المسلمين ونشر التعاون بين أفراد المجتمع ككل وذلك من خلال بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة:

  • وقد ذكر الله في كتابه الكريم الكثير من الآيات التي تحث المسلمين علي نشر التعاون والمحبة فيما بينهم فقد قال الله تعالي في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ” صدق الله العظيم.

  • كما قال الله تعالى أيضا في سورة الكهف بسم الله الرحمن الرحيم “قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا” صدق الله العظيم.

  • أما في سورة طه فقد قال الله تعالى “وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي”.

  • كما قال الله تعالى في كتابه العزيز في سورة الحجرات ” وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ”

  • قال الله تعالى في سورة القصص “وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ * قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ”

  • وقد أمرنا الله بالتمسك بالقيم والأخلاق والاعتصام بحبله فقد قال الله تعالى “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ” صدق الله العظيم.

فائدة التعاون والمحبة في الإسلام

  • إن التعاون بين المسلمين وبعضهم من الأمور التي أمرنا الله بها، ومن عمل بها علي أكمل وجه فقد فاز برضا الله ومحبته.
  • كما أن من فوائد التعاون حب الخير للآخرين وبالتالي يبتعد الإنسان عن الأنانية وحب النفس والكراهية والحقد.
  • كما أن التعاون يجعل الأفراد مترابطين مما يؤدى إلي خلق بيئة  إسلامية سوية.
  • التعاون ينهض بالمجتمع ويجعله مزدهر كما يجعل أفراده أصحاب مكانه عالية بين الأمم.
  • ومن أهم فوائد التعاون بين المسلمين هو إرهاب المتربصين بالأمة الإسلامية عندما يرون المستلمين يد واحدة علي أعداء الإسلام
  • والتعاون يزيد من الألفة والإخاء بين أفراد المجتمع كما أنه ينشر روح المحبة والمودة بين كل المسلمين.

أحاديث تحث على نشر المحبة والتعاون بين المسلمين

كما ذكرنا أن المحبة والتعاون من تعاليم الإسلام وتم الاستدلال عليها ببعض الآيات القرآنية من كتاب الله عز وجل، فهناك أيضا الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة والتي تحث المسلمين علي الإخاء والتعاون والمحبة فيما بينهم، ومن بينها الآتي:

  • فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إنَّ المُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا، وشَبَّكَ أصَابِعَهُ”، وقد جاء في رواية أخري أنه قال” المُؤْمِنَ للمؤمنِ كالبُنْيانِ يشدُّ بَعضُهُ بعضًا” أخرجهم البخاري ومسلم.

  • وقد ورد عن النبي أيضا أنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ومَن كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته، ومَن فرَّج عن مسلم كربةً، فرج الله عنه كربةً مِن كربات يوم القيامة، ومَن ستر مسلمًا، ستره الله يوم القيامة” رواه البخاري ومسلم.

  • كما حثنا الرسول الكريم علي نصرة بعضنا البعض فيما يرضي الله ورسول فقد قال صلى الله عليه وسلم انْصُرْ أخاكَ ظالِمًا أوْ مَظْلُومًا فقالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللَّهِ، أنْصُرُهُ إذا كانَ مَظْلُومًا، أفَرَأَيْتَ إذا كانَ ظالِمًا كيفَ أنْصُرُهُ؟ قالَ: تَحْجُزُهُ، أوْ تَمْنَعُهُ، مِنَ الظُّلْمِ فإنَّ ذلكَ نَصْرُهُ رواه البخاري.

  • وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن جَهَّزَ غَازِيًا في سَبيلِ اللَّهِ فقَدْ غَزَا، وَمَن خَلَفَ غَازِيًا في سَبيلِ اللَّهِ بخَيْرٍ فقَدْ غَزَا” .
  • كما أمرنا الرسول الكريم بالتكافؤ فيما بيننا والحرص علي دعم بعضنا البعض
  • فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “المسلمونَ تتكافأُ دماؤهُم ويسعى بذمَّتِهم أدناهُم ويردُّ عليهم أقصاهُم وهم يدٌ على من سواهم ولا يُقتَلُ مسلمٌ بكافرٍ ولا ذو عهدٍ في عهدِهِ” رواه أبو داود والنسائي وأحمد وصححه الألباني.

  • ومن أقوال الرسول الله صلى الله عليه وسلم في الحث علي نشر المحبة والمساواة بين الأفراد في المجتمع قوله صلي الله عليه وسلم “كُلُّ سُلامَى مِنَ النَّاسِ عليه صَدَقَةٌ، كُلَّ يَومٍ تَطْلُعُ فيه الشَّمْسُ، يَعْدِلُ بيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، ويُعِينُ الرَّجُلَ علَى دابَّتِهِ فَيَحْمِلُ عليها، أوْ يَرْفَعُ عليها مَتاعَهُ صَدَقَةٌ، والكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وكُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوها إلى الصَّلاةِ صَدَقَةٌ، ويُمِيطُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ “رواه البخاري ومسلم.

  • وقد شبهنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في ترابطنا ومحبتنا بالجسد البشري الذي إذا إشتكي منه عضو تداعي كل الجسد بالسهر والحمي فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  ” مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم ، وتَرَاحُمِهِم ، وتعاطُفِهِمْ ، مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى”رواه البخاري ومسلم.

أسئلة أخرى قد تهمك

ما هي الروابط الاجتماعية في الاسلام؟

لقد جاء الإسلام حتي يربط المسلمين بعضهم البعض ويكونوا إخوة في الإسلام حتي نصبح أمة قوية بين سائر الأمم ولابد أن تكون الأمة الإسلامية مبنية علي الإنتماء والإخاء فيما بينها.

زر الذهاب إلى الأعلى