سؤال وجواب

من هو مؤسس نظرية التطور

من هو مؤسس نظرية التطور

أُصدرت نظريات كثيرة ترتبط بعالم الكائنات الحية من قبل العلماء على مرّ العصور والأزمان، وخضعت لكثير من الدراسات والبحوث لإثبات صوابها وخطأها، وفي لإطار ذلك يكثر التساؤل حول من هو مؤسس نظرية التطور؟

  • صاحب أشهر نظرية للتطور والمعروفة باسمه وتتمثل بها إجابة من هو مؤسس نظرية التطور؟ هو العالم الإنجليزي تشارلز روبرت داروين، وهو عالم التاريخ الطبيعي المولود في الثاني عشر من شهر فبراير عام 1809 ميلادي، ووفاته كانت في التاسع عشر من شهر أبريل عام 1882 ميلادي.
  • كان أبوه من الأطباء المعروفين حينئذ، ونظرية التطوّر الخاصة به من خلال الانتقاء الطبيعي هي الأساس في الدراسات الحديثة المرتبطة بهذا المجال، وهو ما يشير إلى أهميتها الكبرى.
  • وقد قام داروين بنشر كتاب “أصل الأنواع” الخاص به والذي علم على توضيح النظرية الشهيرة به سنة 1859 ميلادي، وذلك بعد مرور عقدين من صياغتها خلال رحلته عبر البحار حول العالم (من عام 1837 إلى 1839م)، وتُعرف نظريته أيضًا باسم “الداروينية”.

ما هي نظرية التطور

  • التطوّر هو لتغيّر الذي يُصيب الصفات الوراثية التي انتقلت ما بين الكائنات الحيّة مع مرور الوقت، وهو ما يوصل إلى إنتاج عدة أنواع أو حدوث التغير في واحد من أنواع الكائنات الحيّة، وقد صيغت نظرية داروين للتطوّر وفق آلية الانتقاء طبيعيًا للمرّة الأولى في كتاب “أصل الأنواع”، ونصّت على أن الكائنات الحيّة تُصاب بعامل التغيّر مع مرور الوقت والزمن، وذلك نتيجة للتغيرات في سماتها الجسمية أو سلوكياتها الوراثية، مما يساعد الكائن الحيّ على التكيّف مع البيئة بشكل أفضل، ويتكاثر ويعيش.
  • تم دعم النظرية بمجموعة من الأدلّة الجيولوجية والأدلة المدرجة ضمن علم الوراثة، والأحياء التطوّري، والحفريات وغيرها، وهي شاملة لنقطتين رئيسيتين تتمثّل الأولى في أن الحياة على الأرض مرتبطة ومتعلّقة ببعضها البعض، بينما تتضمن الثانية أن التنوّع في الحياة ناتج عن التعديلات في جموع الكائنات الحيّة وفق الانتقاء الطبيعي.
  • تشتمل النظرية على أصل الإنسان وتطوّره عبر التاريخ والزمن الطويل، وتم تقدير ذلك بالدلالات والدراسات في الإطار العلمي بنحو 6 ملايين سنة، وضمّت العملية المتضمنة ذلك سلسلة واسعة من التغيرات وأن أصل الإنسان من الأسلاف الشبيهين بالقرود، ويتم الاستدلال على ذلك من الأدلة المؤدية إلى أن كافة السلوكيات والمادية المشتركة ما بين البشر نابعة من أسلافهم كما توضّح النظرية.

الآليات الرئيسية للتطور حسب رأي داروين

في سياق الإجابة على من هو مؤسس نظرية التطور؟ نذكر مجموعة الآليات الرئيسية للتطور وفقًا لرأي العالم داروين، والتي افترضت وجود التغير في التركيبات الجينية للبشر على مدار الأجيال المتعاقبة، ونتج ذلك التغير عن زواج الأقارب أو التهجين أو الانتقاء الطبيعي أو الطفرات وغيرها، وتتمثل الآليات الرئيسية للتطوّر حسب النظرية فيما يلي:

  • الانتقاء الطبيعي: افتراض نجاح الأفراد الممتلكين لصفات مميزة في البقاء، وتمريرها عبر الأجيال التي تليها.
  • الطفرة الوراثية: تصيب الجينات وتتسبب في تمرير صفات وراثية من خلال أجيال متتالية مختلفة.
  • الانحرافات الجينية: هي التغيرات العشوائية التي تصيب صفات كل مجموعة.
  • الهجرة الجينية: تحدث حال تزاوج الأفراد من المجموعات المختلفة مع بعضها.
  • وقام العالم داروين بافتراض أن امتلاك الأفراد في المجتمع للصفات يساهم في العيش والتكاثر، وقد تركوا بعد ذلك عددًا أكثر من الأبناء حال المقارنة بالنظائر لهم، نتيجةً لذلك شاعت الصفات بالجيل التالي أكثر، ومع مرور الوقت انتقلت عبر الأجيال ليكون المجتمع بأكمله مُتكيّفًا مع ما يُحيط به، ولديه الاستطاعة على التكاثر والعيش.

فوائد نظرية التطور

  • تعتبر نظرية التطور من النظريات التي تحمل أهمية مركزية واسعة في عصرنا الحديث، حيث تشمل التطوّر في الأفكار العلمية والإنسانية، وساهمت في الوصول إلى مرحلة الإدراك البشري لمكانة الإنسان في عملية التطوّر لدى كافة الكائنات الحيّة؛ حيث تم اكتشاف كيفية التطور لدى الإنسان والكائنات الأكثر ذكاء.
  • كما تم طرح مفاهيم الانتقاء أو الانتخاب الطبيعي ومجموعة من الأفكار العلمية على اختلافها، والتي تدور حول أصل الأنواع الحيّة كافة ومن ضمنها البشر، وتُقبل تلك النظرية في أوساط علمية عدّة بكونها أفضل التفسيرات المتاحة لطرق تطوّر الحياة على الكرة الأرضية، بالتالي يعتبر داروين المؤثّر الأكبر بالتاريخ البشري من علماء الأحياء.

أدلة نظرية التطور

توجد مجموعة من الأدلة الخاصة بنظرية التطوّر، والتي تتصل بعلم الجيولوجيا والأحياء والآثار وغيرها من العلوم، وتنقسم إلى الأدلة الداعمة للنظرية، والأدلة التي تُُشكك بها وبصحتها، ونعرضها على النحو الآتي:

الأدلة الداعمة لنظرية التطور

  • الأحافير: يمكن التعرّف عبرها على الشكل الذي كانت عليه الحياة سابقًا، ومن خلالها يبرز التطوّر ما بين الكائنات على مدار أزمنة مختلفة، وهو ما يدعم صحة النظرية بدلالة تعقيد الكائنات الحية في الزمن الحالي عن الكائنات الأخرى البسيطة المنحدرة منها.
  • تماثل التركيب بين كائنات مختلفة: يشير إلى الانحدار من سلف مشترك بالنسبة إلى كل مجموعة أنواع؛ مثل تشابه الأذرع لدى البشر مع الأطراف الأمامية للقطط والكلاب وأجنحة طائر، وزعانف حيتان وتواجد نوع العظم ذاته.
  • الأعضاء الضامرة: هي الدلالة التي حملها تواجد أعضاء محددة؛ ومنها العصعص أو عظم الذيل، أو الزائدة الدودية لدى الإنسان، فالتطوّر أدى إلى صغر حجم نتيجة انعدام مهمتها في الزمن الحالي.
  • توزيع الكائنات الحيّة على سطح الكرة الأرضية: فمن الممكن أن يُلاحظ التشابه ما بين الكائنات الحيّة على الرغم من تواجدهما في نطاقين على الكرة الأرضية، ويختلفان عن الكائنات الحية المتواجدة بمكان غيره رغم تشابه مناخ النطاقين، مما يُشير إلى أن الكائنات التي تشبه بعضها قد هاجرت في الأصل إلى مكان ما وتطورت وأنتجت أنواعًا جديدة تتكيف أكثر على العيش بالمنطقة.
  • تماثل تسلسل الحمض النووي الريبوزي: يتم بين بعض المجموعات المُصنفة ضمن الكائنات الحيّة.
  • تشابه أجنّة النوع الواحد من الكائنات: من الدلائل على مشاركة الكائنات الحية في السلف هو تشابه أجنتها؛ فعلى سبيل المثال تمتلك كل أجنة الفقاريات الذيل والشقوق الخيشومية حتى تختفي مع مرور الزمن عند جزء منها وتبقى لدى الجزء الآخر.

الأدلة المشككة في نظرية التطور

  • يتم الاعتماد في نظرية التطوّر لداروين على حدوث الطفرات بصورة عشوائية ولا تتجه إلى حدوث التطور، وقد ذكرت عالمة الأحياء لين مارغوليس أن الطفرات غير مؤدية إلى تطور أنواع حديثة من الكائنات الحية، بل تؤدي إلى إنتاج الأفراد ذوي العيوب الخلقية.
  • عدم تواجد الأحافير الموضحة للمرحلة الوسطى من مراحل التطوّر لدى الكائنات الحية، وقد ذكر عالم الأحياء التطوري إرنست ماير إن أن غالبية الأحافير تُبرز أنواع جديدة ومتطورة فجأة دون اتصال بأسلافهم عبر تواجد أحافير المرحلة الانتقالية ما بين النوعين.
  • لا تقدم الكيمياء الحيوية أي دعم بوجود نظرية التطوّر؛ وقد ذكر عالم الأحياء بروس ألبيرتس أن الخلايا لدى الإنسان تعمل كمصنع معقد وشامل، ومن غير الممكن للعمليات العشوائية غير الموجهة أن تقوم بإنتاج هذا النظام المُعقّد، والذي تضمنه التنظيم الخلوي.

آراء حول نظرية التطور

  • تنفي الشريعة الإسلامية أو الدين الإسلامي صحة نظريّة التطوّر، حيث تم التأكيد على أن وجود الإنسان لم يرجع إلى الانتقاء الطبيعي الذي يحدث ما بين نوع من الكائنات الحية أو المخلوقات، بل تم خلقه باستقلالية عنهم من ناحية النوع والجنس، وهو ما ذكره الدكتور مصطفى أبو سمك.
  • قام العلامة أغاسيز ذكر في رسالته المتضمنة أصل الإنسان أن تلك النظرية من الأخطاء العلمية؛ مؤكدًا على كلامه العلامة هسلكي، وقام العالم سكوت جيلبرت المتخصص في علم الأحياء بالتصريح في التقرير المنشور له بمجلة نيتشر أن التفسير الحديث للنظرية مفيد بصورة مذهلة في توضيح نموذج البقاء للأصلح بين المخلوقات، لكن لا يفيد في توضيح نموذج الوصول للأصلح.

أسئلة شائعة عن نظرية التطور

ماذا قال القرآن عن نظرية التطور؟

جاء في الآيات القرآنية دلالة واضحة بأن الإنسان خُلِق من طين وتليها مراحل أخرى؛ حيث قال الله تعالى: (وَبَدَأَ خَلْقَ الإنْسَانِ مِنْ طِينٍ يعني: خلق أبا البشر آدم من طين. ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ) سورة السجدة.

هل نظرية داروين صحيحة ام لا؟

لا ليست صحيحة وغير مثبتة بالقوانين العلمية أو الحقائق؛ حيث إن بها تأكيد على المصادفة التي نتجت عنها الحياة على الأرض، وتشير إلى أنها ناشئة من تلقاء نفسها كنتيجة لظروف طبيعية، وهذا خاطئ علميًا.

زر الذهاب إلى الأعلى