التعليم

من هم شعراء المهجر

من هم شعراء المهجر

  • تم إطلاق مسمى شعراء المهجر على الأدباء العرب الذي كانوا مهاجرين في أواخر القرن 19 وبدايات القرب 20 من بلادهم إلى الدول الأوروبية أو أمريكا الشمالية والجنوبية، ومعظمهم كانوا من لبنان وسوريا.
  • وفي وقتنا الحالي يتم إطلاق مسمى “المُغرّبين” على هؤلاء الأدباء الذين سكنوا البلاد الأجنبية؛ ومنها البرازيل، وشيلي، وكندا، والأرجنتين، وسنسناتي، والمكسيك، و”الأدب المهجري” هو الأدب العربي الحديث الذي قام بإنتاجه أولئك الأدباء العرب المهاجرين بعد أن لجأوا إلى ذلك نتيجة ظروف سياسة واجتماع واقتصاد أصابت بلاد الشام.
  • بالتالي فإن “أدباء المهجر” هو الذين قاموا بإنشاء الأدب العربي ونقل اللغة العربية إلى الأمريكيتين للتعبير عن الحنين إلى الوطن، وانتشر الأدب المهجري في تلك النواحي كلها العربية والأجنبية، وأصبحت له مدرسة أدبية خاصة تستند إلى مجموعة من الخصائص، ويتبعها مجموعة من الشعراء لديهم نماذج لأعمالهم.

مدرسة شعراء المهجر

  • نشأت مدرسة شعراء المهجر لعدة أهداف، حيث كانت في بداية الأمر دعوة إلى الثورة على اختلاف الأوضاع الوطنية، وهدفت أيضًا إلى تحرّي الصدق والحق، والجمال والخير،والحرية، وأن يكون المغترب منصفًا في غربته.
  • لكن عجز شعراء المهجر عن تحقيق مجموعة المفاهيم تلك في الواقع، واجتمع أصحاب المدرسة بأمريكا الشمالية، ومنهم الشاعر جبران خليل جبران وبعض الشعراء التاليين له، واجتمع عدة شعراء أيضًا في أمريكا الجنوبية.

أساليب أدبية عند مدرسة المهجر

  • برز تأثر شعراء المهجر بالآداب العربية والغربية الحديثة، وأرادوا التخلّص من جميع القيود الشعرية مما أدى إلى تغييرهم الأساليب المعروفة في القدم بالمجالات الشعرية والنثرية، ومثال على ذلك لجوء أبو ماضي في معاني الزهد إلى أبي العتاهية، مما جعل له نظرة أكثر إيجابية وتفاؤل.
  • قام ميخائيل نعيمة بالدعوة إلى الاهتمام بالمعاني بشكل أكبر أكثر من الاهتمام بالألفاظ، واهتم بالرّوح أكثر من الاهتمام بالجسم، ونتيجة لذلك تحققت الحرية للشاعر المهجري بشكل أكبر في لفظه وموضوعه، وتركز اهتمامه بشكل أعمق على جوهر الروح الشعرية.

خصائص مدرسة المهجر

  • تم تشكيل مجموعة من روابط الأدب في مدرسة المهجر وفقًا للتجمعات الأدبية بالأمريكيتين الشمالية والجنوبية، وقد استندت المدرسة وأنشئت على يد شعراء الرابطة الإقليمية في سنة 1920 ميلادية، ورابطة منيرفا في سنة 1948 ميلادية، إضافةً إلى العصبة الأندلسية في سنة 1932 ميلادية، وأيضًا ندوة رواق المعري والرابط الأدبية.
  • ومنهم من تحققت به الاستمرارية وشاع بشكل أكبر وبعث صداه في النواحي الممتدة، وهم أصحاب الرابطة القلمية، والعصبة الأندلسية الذي اشتهروا بشكل أكبر من الباقين، وبعد ذلك تعرض بعضهم إلى التفكك، ويتم الاعتماد على الخصائص الشعري وفقًا لمسميات المجموعات الأدبية التي تبعها الشعراء المهجريين؛ وهي الرابطة القلمية، والعصبة الأندلسية، والرابطة الأدبية.

أسماء شعراء المهجر

في إطار الإجابة على من هم شعراء المهجر نتطرق إلى عرض أبرز مسمياتهم والمجموعات الأدبية التي تبعوها، إضافةً إلى الخصائص التي ميزتهم، حيث احتوت كل مجموعة أدبية مهجرية على مجموعة من الأعضاء الذين اتفقوا إلى أسس محددة، ونذكرهم على النحو الآتي:

الرابطة القلمية

  • تم دعم الرابطة القملية في أمريكا الشمالية، وهي مؤسسة من قبل عبد المسيح حداد في سنة 1920 ميلادية، وعميدها هو جبران خليل جبران، ومستشارها هو ميخائيل نعيمة، وبها مجموعة من الأدباء الآخرين، وتم توحيد أدباء المهجر نتيجة لإنشاء تلك الرابطة، والتي هدفت إلى زيادة قوّة اللغة العربية والآداب المتعلقة بها، ومما يعرض آرائها وفكرها الرابطي بصورة واضحة هو كتاب نعيمة المسمى بالـ “الغربال”.
  • من الخصائص الأدبية التي تضمنتها الرابطة القلمية: كثرة التأمل في الحياة وأسرار الوجود، وتوسيع رؤى المجتمع البشري في أشعارهم، وبروز النزعة الإنسانية والقيم المغروسة في النفوس بعد المعاناة من الغربة، والتأثر بالبيئة الجديدة، والتعلّق الشديد بالوطن والشرق، وكثرة استخدام الرمز في تعبيراتهم الشعرية ومنها الغاب كدلالة رمزية على الوطن المفقود.
  • عملوا أيضًا على التجديد من اللغة الشعرية العربية والأساليب والألفاظ المتضمنة بها، وظهر التأثر بالغرب في شعرهم ببساطة وبُعدٍ عن التعقيد، وتتمثل في المعاني الروح الشعرية التي تبعد عن زخرف الألفاظ، ولجأوا إلى استخدام الشعر المهموس.
  • تتضمن لائحة أعضاء الرابطة القلمية كل من: جبران خليل جبران، ورشيد أيوب، وعبد المسيح حداد، وميخائيل نعيمة، وإيليا أبو ماضي، ونسيب عريضة، وأمين مشرق، ووديع ياحوط، وندرة حداد، وليث سعيد اغريب.

العصبة الأندلسية

  • تم تأسيس العصبة الأندلسية في أمريكا الجنوبية سنة 1948 ميلادية، وكان على رأسها في مراحل بداياتها الشاعر اللبناني ميشيل معلوف، ثم تعاقب مجموعة من الشعراء عليها، وتمت تسميتها بهذا الاسم نتيجة تأثر أصحابها بالأدب الأندلسي وتحديدًا الموشحات، إضافةً غلى موضوعات الطبيعة في الشهر، ومن أكثر ما تميزوا به هو الوقوف عند الحدود المحافظة على لغتهم العربية الفصحى بالنواحي الأدبية.
  • ثار أصحاب العصبة الأندلسية أيضًا على الأساليب الشعرية القديمة، وعملوا على تجديد الأوزان الشعرية، وتأثروا بالنزعة الصوفية والجهد، وبالنسبة إلى أعضاء تلك الفرقة فالكثيرون منها رحلوا وعادوا إلى الشرق تاركين لها.
  • من أعضاء العصبة الأندلسية: ميشيل نعمان معلوف، وجرجس كرم، وعقل الجر، وشكر الله الجر، وسلمى صائغ، ويارا الشلهوب، وتوفيق قربان، واسكندر كرباج، وفوزي المعلوف، ورشيد سليم، وشفيق المعلوف، وإلياس فرحات، ونضير زيتون، ومهدي سكافي، وعمر عبيد.

الرابطة الأدبية

  • تم تأسيس الرابطة الأدبية في بيونس آيرس بالأرجنتين سنة 1949 ميلادية، وذلك على يد الشاعر جورج صيدح، ويوجد تشابه كبير ما بين الرابطتين القلمية والأندلسية، إلا أن تلك الرابطة لم يكن لها تأثير ظاهر في شعر المهجر، وهو ما أدى إلى اختفائها بعد عامين من نشأتها.
  • من أعضاء الرابطة الأدبية: جورج عسّاف، ويوسف الغريب، وجورج صوايا، وسيف الدين الرحال، ويوسف الصارمي، وعبد اللطيف الخشن، وإلياس قنصل، وإبراهيم قنصل، وملاتيوس صوتي، وجبران مسّوح، وحسني عبد الملك.

قصائد شعراء المهجر

استكمالًا للإجابة على من هم شعراء المهجر نعرض مجموعة من أروع النماذج الشعرية التي تبعت مدرسة المهجر وظهرت في سماتها معاني ودلالات ورموز الغربة والحنين إلى الوطن، ومنها الآتي:

  • قصيدة بعنوان (أخي) للشاعر اللبناني ميخائيل نعيمة، ومن أبياتها:
أخي! إنْ  ضَجَّ بعدَ  الحربِ  غَرْبِيٌّ  بأعمالِهْ
وقَدَّسَ ذِكْرَ  مَنْ  ماتوا وعَظَّمَ  بَطْشَ  أبطالِهْ
فلا تهزجْ  لمن  سادوا ولا  تشمتْ  بِمَنْ  دَانَا
بل  اركعْ  صامتاً  مثلي  بقلبٍ  خاشِعٍ  دامٍ 
  • قصيدة بعنوان (أمنية المهاجر) للشاعر إيليا أبو ماضي، ومن أبياتها:
جُعتُ وَالخُبزُ وَثيرٌ في وِطابي
وَالسَنا حَولي وَروحي في ضَبابِ
وَشَرِبتُ الماءَ عَذباً سائِغاً
وَكَأَنّي لَم أَذُق غَيرَ سَرابِ
مِحنَةٌ لَيسَ لَها مِثلٌ سِوى
مِحنَةِ الزَورَقِ في طاغي العُبابِ
لَيسَ بي داءٌ وَلَكِنّي اِمرُؤٌ
لَستُ في أَرضي وَلا بَينَ صِحابي
  • قصيدة (فلسطين في غُربة مُوثقة) للشاعر السوري نسيب عريضة، ومن أبياتها:
فِلَسطِينُ من غُربةٍ مُوثَقَة
نُراعيكِ في الكُربةِ المُطبِقة
فَتَعلُو وتهبُطُ منّا الصُدورُ
ونَهفُو وأبصارُنا مُطرِقَة
ومن خلفِ هذا الخِضَمِّ البعيدِ
نُحيِّيكِ بالدَمعةِ المُحرِقة
  • قصيدة بعنوان (لبنان في أسمى المعاني لم يزل) للشاعر جبران خليل جبران، ومن أبياتها:
لأولي القرائح مصدر الإيحاء
جبل أناف على الجبال بمجده
وأناف شاعره على الشعراء
يا أكرم الإخوان قد أعجزتني
عن أن أجيب بما يشاء وفائي
مهما أجد قولي فليس مكافئا
قولا سموت به على النظراء

أسئلة شائعة حول شعراء المهجر

لماذا سمي أدب المهجر بالأدب المهموس؟

تم إطلاق مسمى “الأدب المهموس” على الأدب المهجري لكونه عميق وواقعي ويرتبط بالنواحي الحياتية، فلا يتصل بالسطحية الثقافية والخطابية.

هل شعراء المهجر ملتزمون؟

نعم كان شعراء المهجر ملتزمين بالقضايا الوطنية على تنوعها واختلافها، وأيضًا القضايا الإنسانية، وذلك على الرغم من عيشهم بخارج الوطن العربي.

زر الذهاب إلى الأعلى