القسم الإسلامي

قصة نبي الله ابراهيم عليه السلام

قصة نبي الله ابراهيم عليه السلام

تحمل قصة سيدنا إبراهيم – عليه السلام- العديد من الحكم والمواعظ في طياتها، حيث إن هذه القصة شملت مواقف عديدة بينت من خلالها مدى إذعان واستسلام هذا النبي لأوامر الله وكيف أكرمه، ففيما يلي سوف نذكر أحداث هذه القصة بالتفصيل:

قصة إبراهيم مع عبدة الأصنام

  • لقد أتى الله – عز وجل- النبي إبراهيم – عليه السلام- رشده منذ صغره.
  • حيث إنه عندما كبر نبذ الأوثان التي صنعها قومه من حجارة بأيديهم وأنكر عليهم عبادتهم للأصنام التي لا تضر ولا تنفع.
  • وذلك بواسطة الكلمة الطيبة، فلقد اتجه في البداية إلى سؤالهم باستنكار عن الأصنام حتى يلفت أنظارهم إلى ما يعبدون كما جاء في قوله تعالى: (وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ) [الأنبياء، 57].
  • ولكنهم من المؤسف أجابوه بكل تبجح بأن هذه الأصنام يعبدونها حق العبادة وأن هذا ما وجدوا آباءهم لها عابدين.
  • فلما رأى النبي إبراهيم – عليه السلام- استكبارهم عزم على جعل هذه الأصنام كالحطام ولكنه ترك كبيرهم وعلق الفأس في رقبته حتى يُثبت للقوم سخف وضعف ما يتبعونه.
  • إذ إنه عندما جاء القوم ورأوا ما حل بأصنامهم أصابهم الفزع وسألوا عما حدث، فأخبرهم واشٍ بأنه سمع إبراهيم يذكرهم.
  • فأتوا بإبراهيم – عليه السلام- وأخبرهم بأن كبير الأصنام هو من فعل ذلك لأن الفأس معلق في رقبته، ولقد بهت حينها الذي كفر فإن الله – عز وجل- لا يهدي القوم الظالمين.

قصة سيدنا إبراهيم والنار

  • عقب تُمكّن سيدنا إبراهيم – عليه السلام- من إثبات ضعف ما يعبدونه القوم تخطبوا أي أنهم اتجهوا إلى التجبر في الأرض ونشر الفساد فيها.
  • حيث عزموا على حرق إبراهيم – عليه السلام- في النار.
  • إذ قال السدي إنهم حبسوه – عليه السلام- في بيت وقاموا بالتقرب إلى أصنامهم لجمع الحطاب العظيمة له وحرق إبراهيم.
  • فلقد كان الحطاب من شدة الوهج يحرق الطير إذا مر من فوقه.
  • ومن الجدير بالذكر أنهم عندما ذهبوا لرفع إبراهيم – عليه السلام- إلى رأس البنيان قالت الأرض والسماء والجبال والملائكة “يا ربنا إن إبراهيم يحرق فيك”، فرد الله – عز وجل- أنه يعلم به أكثر منهم وأمرهم بأنه يعينوه.
  • ومما ذُكر في هذه القصة أن إبراهيم رفع رأسه للسماء وقال “اللهم أنت الواحد في السماء، وأنا الواحد في الأرض ليس في الأرض أحد يعبدك غيري، حسبي الله ونعم الوكيل”.

عن أبو الضحى مسلم بن صبيح عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قالَ: كانَ آخِرَ قَوْلِ إبْرَاهِيمَ حِينَ أُلْقِيَ في النَّارِ: حَسْبِيَ اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ.

  • فبعد أن قذفوه في النار نادى جبريل – عليه السلام- النار وقال لها كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم، كما جاء في قوله تعالى (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ) [الأنبياء، 69].
  • ويُجدر بالإشارة إلى أنه روي أن سيدنا إبراهيم – عليه السلام- مكث 40 يوميًا في النار بل وقيل 50 يوميًا، والله أعلم.

قصة إبراهيم عليه السلام مع النمرود

  • أما عن قصة سيدنا إبراهيم – عليه السلام- مع النمرود فلقد بدأت عندما اتبع في نقاشه معهم الأسلوب المعتمد على المناظرة.
  • حيث كان – عليه السلام- يناظر النمرود أي ملك بابل لكونه متمردًا مدعيًا للربوبية، كما جاء في قوله تعالى:

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [البقرة، 258].

  • فإن الحجة الأولى التي أقامها سيدنا إبراهيم – عليه السلام- على النمرود تمثلت في إخباره بأن الله يحيي ويميت فقال النمرود بأنه قارد على أن يحيي ويميت وأطلق سراح أحد السجنين لديه وقتل الآخر.
  • حيث علم إبراهيم حينها أنه من اعتاد الضلال لن يقبل مطلقًا النور.
  • أما عن الحجة الثانية فكانت في أن الله يأتي بالشمس من المشرق ولقد أمر إبراهيم النمرود بأن يأتي بها من المغرب، فبهت النمرود وعلى الرغم من ذلك لم يؤمن.

قصة إبراهيم عليه السلام مع ابنه إسماعيل

  • لقد منح الله – عز وجل- سيدنا إبراهيم وبعد طول زمن وبعد أن شاخ عظمه ورق بولدٍ اسمه إسماعيل.
  • حيث شب إسماعيل – عليه السلام- وأصبح بارًا بأبيه وكان يعينه على أعباء الدنيا، فلم يحب إبراهيم – عليه السلام- أحدًا مثله.
  • ولكن الله أراد أن يختبره، حيث في ليلة من الليالي رأى إبراهيم – عليه السلام- في منامه أنه يذبح ابنه إسماعيل بالسكين.
  • فاستيقظ من نومه فزعًا، وكان هذا الامتحان من أعظم الامتحانات التي مر بها.
  • ولأن رؤيا الأنبياء حق وواجب لا بد من تنفيذه فأخبر أبنه بما رأى، ونظرًا لأن إسماعيل كان بارًا بإبراهيم – عليهما السلام- فأمره بأن يفعل ما يؤمر وبأنه سيصبر على ذلك.
  • وسلم كل منهما أمره إلى الله، حيث حمل إبراهيم – عليه السلام- إسماعيل وجعل وجهه منكبًا على الأرض، ووضع السكين على رقبته استعدادًا للذبح.

قال تعالى (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) [الصافات، 102].

  • ولكن أتى مناد من السماء يقول له قد صدقت الرؤيا وفدى الله – عز وجل- إسماعيل من خلال إرسال كبش من الجنة لذبحه.

قصة إبراهيم عليه السلام في القرآن

ذُكرت قصة سيدنا إبراهيم – عليه السلام- في مواضع عديدة في القرآن الكريم، فمن أبرزها:

  • قوله تعالى:

(وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ ۖ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69) فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ (70) وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71)) [هود].

  • قوله تعالى:

(وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ۚ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ) [التوبة، 114].

  • قوله تعالى:

(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ ۖ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ۖ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (36) رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37)) [إبراهيم].

الدروس المستفادة من قصة إبراهيم

تتمثل الدروس المستفادة من قصة إبراهيم – عليه السلام- فيما يلي:

  • الاستسلام والخضوع لله – عز وجل- يساعد على النجاة من المخاطر، وحتى وإن رأى العقل البشري أن ما اختاره الله فيه شر، فإن المتبصر هو من يجد الخير دائمًا فيما يختاره الله له.
  • الاستعانة بالله – تعالى- والتوكل عليه كان سببًا في نجاة إبراهيم من النار حيث أصبحت بردًا وسلامًا عليه.
  • عند منح الطاغية والذي يجادل دون وجه حق أدلة أكثر قوة فإنه سوف يبهت ويكف لسانه عن الجدال كما هو في قصة النمرود مع سيدنا إبراهيم.
  • لقد جبر الله – سبحانه وتعالى- السيدة سارة على الرغم من بلوغها من الكبر عتيًا وكانت عاقرًا.

أسئلة شائعة

من هو الشخص الذي رمى نبي الله إبراهيم في النار؟

لقد قيل إن من رمى نبي الله إبراهيم – عليه السلام- في النار هو رجل من أعراب فارس.

لماذا قرر سيدنا إبراهيم أن يكسر الأصنام؟

كسر سيدنا إبراهيم – عليه السلام- الأصنام نتيجة لاستكبار قومه وإصرارهم على الشرك بالله واستمرارهم في عبادتها.

زر الذهاب إلى الأعلى