التعليم

مكانة الأولياء والصالحين في الإسلام

مكانة الأولياء والصالحين في الإسلام

إن للأولياء والصالحين مكانة عظيمة للغاية في الإسلام وذلك لأنهم المتعبدون والذي يراقبون الله في جميع شؤون حياتهم بقلبٍ صادق الإيمان وجسد ملتزم بالطاعات ولسان دائم الذكر، لذا فلقد بشرهم – عز وجل- في القرآن الكريم بالسعادة والطمأنينة حيث قال تعالى (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [يونس، 62]، إذ تتمثل مكانة الأولياء والصالحين في الإسلام فيما يلي:

لا خوف عليهم

  • يضع الإسلام أولياء الله الصالحين في المكانة العظيمة والتي تنص على أنه لا خوف عليهم ولا يحزون في الآخرة.
  • حيث إن هؤلاء العباد لا خوف عليهم من أهوال يوم القيامة والتي سيعاني فيها الكثير لا سيما من شرار الخلق المتبقين في الأرض.
  • ولكن الأمر متوقفًا على درجة الولاية، فلكل مؤمن درجة ولاية محددة بالعمل الصالح الذي يقوم به، إذ على أساسها سوف يجازيه الله – عز وجل- ويرزقه الثواب الكبير.

توعد الله بالحرب من يعاديهم

  • هناك حديث قدسي شريف يدل على أن الله – عز وجل- توعد بحرب من يعادي الأولياء والصالحين وهو:
    • عن أبو هريرة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- “إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ”.
  • فإن الله – سبحانه وتعالى- خصم كل من تسول له نفسه أن يعارضهم لأنهم هم الأبرار والأتقياء.
  • والذي لا يذكرون في الأرض، بل يذكرون في السماء من الله وملائكته.

من هم أولياء الله وما صفاتهم؟

إن أولياء الله الصالحين هم أهل التقوى والإيمان، ومن أبرز صفاتهم أنهم ملتزمون تمامًا بأوامر الله – عز وجل-، ففيما يلي سوف نشير إلى المزيد من المعلومات عنهم:

  • أُطلق على أولياء الله الصالحين هذا الاسم لأن الله – عز وجل- يتولاهم برحمته ورعايته وحبه.
  • لذلك فلقد آمنوا به وأطاعوا شرائعه والأوامر التي أنزلها على الرسل والأنبياء.
  • كما أنهم جاهدوا بشدة لكي يتجنبوا ما نهى الله عنه من المنكرات والمحرمات.
  • والولاية ما هي إلا مقام رباني يبلغه المسلم عندما يمتلئ قلبه بالإيمان ويصبح محبًا لله – عز وجل- ومطيعًا لأوامره دون تردد.
  • ومن الجدير بالذكر أن النبوة تُصنف كأعلى درجة من درجات الولاية.
  • حيث إن الولاية يُمكن أن ينالها المسلم بقدر عمله وقد يحتل فيها الدرجة الأولى أو أكثر.
  • فلا أحد يستطيع الوصول إلى ولاية النبوة سوى الأنبياء.
  • ويُجدر بالإشارة إلى أن الأولياء كرامات ولا ينبغي التعويل مطلقًا لهذه الكرمات وكأنها معجزة، فالمعجزة تقتصر على الأنبياء فقط.
  • إذ لا يجب رفعهم إلى المكانة التي يفعلها الناس والمتمثلة في بناء الأضرحة وزيارتها والتوسل إليها لقضاء الحاجات.

صفات أولياء الله الصالحين

تتمثل صفات أولياء الله الصالحين فيما يلي:

تقوى الله عز وجل

  • إن تقوى الله بالنسبة لأولياء الله الصالحين تعد بمثابة غذاء الروح.
  • لذا فإن الله اختصهم بحسن الجزاء، ولقد ثُبت هذا الأمر في بعض الآيات القرآنية مثل:

قوله تعالى (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۚ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64)) [يونس].

طاعة الله ورسوله

  • من أبرز صفات أولياء الله الصالحين هي طاعة الله – عز وجل- والالتزام بسنة الرسول – صلى الله عليه وسلم-.
  • بالإضافة إلى اجتناب المعاصي تمامًا والابتعاد عن البدع والهوى.
  • فإن الولاية ليست وكما يظن البعض بسبب الدجالين الذين يعلمون الناس الالتجاء لغير الله في الأمور التي لا تضر ولا تنفع كالقبور ومن بها.

الزهد في الدنيا

  • يتسم الأولياء بتعلق قلوبهم بالله – عز وجل- فقط وبقدرتهم على الرضا بالقضاء والقدر في الدنيا.
  • حيث إنهم لا يبالوا بالفقر والغنى أو حتى الذم والمدح.
  • فهم يتعاملون مع نعم الله – سبحانه وتعالى- كوسيلة لمساعدتهم على الطاعة والعبادة وليست وسيلة لتشغلهم عنهما.
  • فالزهد في الدنيا مرتبة صعب الوصول إليها لإن الإنسان بطبعه يحب المال والحياة، وهذه المرتبة لا يُمكن الوصول إليها إلا بتهذيب النفس وتدريبها على الرضى والصبر.

الحب في الله والبغض في الله

  • يحب الأولياء ما يحبه الله ويكرهوا ما لا يفضله – عز وجل-.
  • أي أنهم يحبون أهل الطاعات ويبغضون تمامًا الأعداء المساهمين في نشر الفساد والفاحشة بين العباد.
  • حيث إن رابطة الإيمان في قلوبهم أعظم بكثير من روابط العشيرة والدم.

قال تعالى (لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ) [المجادلة، 22].

المعرفة الصحيحة بأمور الدين

  • يعلم أولياء الله الصالحين أمور الدين جيدًا حيث إنه يعلمون كيف يعبدون الله حق العبادة.
  • وما هي العبادات الأساسية كالصلاة والصيام وغيرها.
  • والأركان التي لا يصح إلا بها الإسلام والإيمان، وما هو الحلال وما هو الحرام، فلقد اختصهم الله – عز وجل- بالرجوع إليهم لمعرفة المزيد عن أمور الدين.

قال تعالى (… فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [النحل، 43].

عدم الغلو في العبادة

  • عدم الغلو في العبادة من صفات أولياء الله الصالحين.
  • حيث إنهم يعلمون جيدًا بأن العبادة تتطلب التوسط والاعتدال في جميع الأمور.
  • فلقد اكتسبوا هذه الصفة من رسول الله – صلى الله عليه وسلم-.

الإكثار من النوافل

  • نظرًا لرغبة الأولياء في الحصول على محبة الله ورعايته فإنهم تميزوا بالحرص على إقامة الفرائض.
  • إلى جانب بذل الجهود للإكثار من النوافل والسنن بهدف التقرب منه – عز وجل-.
  • فهم المحسنين الذين عرفوا الله – سبحانه وتعالى- جيدًا كأنهم يرونه.

عن أبو هريرة – رضي الله عنه- عن الرسول – صلى الله عليه وسلم- “ما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ”.

الأخلاق الحسنة

  • يتحلى الأولياء الصالحون ببعض الأخلاق الحميدة كالعدل والحكمة والحرص على الفضائل.
  • وتقدير قيمة الوقت والإنفاق في سبيل الله.
  • بالإضافة إلى السلامة من أمراض القلوب والمتمثلة في الرياء والحسد والحقد.

الاحتكام لشرع الله

  • بين الله – عز وجل- في كتابه العزيز أن أولياء الله الصالحين يستجيبون إلى أوامره وينقادون إلى أحكامه.
  • كما أنه يقدموا قوله – سبحانه وتعالى- وقول رسوله – صلى الله عليه وسلم- على شهواتهم وأهوائهم.

قال تعالى (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [النور، 51].

من هم اولياء الله الصالحين بن باز

سنشير في النقاط التالية إلى من هم أولياء الله الصالحين بالنسبة للإمام ابن باز:

  • يرى ابن باز أن أولياء الله الصالحين هم المؤمنون والأنبياء والرسل – عليهم الصلاة والسلام- بالإضافة إلى من اتبعهم إلى يوم الدين بإحسان.
  • كما يرى بأنهم أهل التقوى والصلاح والذي يطيعون الأوامر التي أنزلها الله مع النبي – محمد صلى الله عليه وسلم- ويتجنبون النواهي.
  • كما يقول إن الصحابة – رضوان الله عليهم- هم أتقى الناس وخير مثال على أولياء الله الصالحين.
  • وذلك لأنهم أعانوا رسول الله – صلى الله عليه وسلم- على نشر الدعوة الإسلامية.
  • ومن الجدير بالذكر أنه أكد على أن الأولياء يكونوا بلا خوارق فإيمانهم هو أقوى شيء لديهم وهو ما يميزهم عن غيرها.

ما الواجب علينا تجاه الأولياء والصالحين

من الواجبات اللازمة على المسلمين تجاه الأولياء والصالحين ما يلي:

  • المحبة لهم، ويقصد بذلك الاعتزاز بهم والسير على نهجهم لأنهم عملوا للإسلام باجتهاد وجد، ومن ساهموا في الربط بين المسلمين لذا لا بد وأن ننشئ بينهم الأخوة في الإسلام.
  • الاقتداء بهم، فأولياء الله مقربين للغاية من الله – عز وجل- فلا بد وأن نقتدي بهم للتمكن من إتقان الله في جميع أمور الحياة والابتعاد عن الذنوب والمعاصي، كما من اللازم أن ننشر علمهم الذي قضوا سنوات عديدة في جمعه وتعليمه.
زر الذهاب إلى الأعلى