التعليم

مفهوم الأسرة في علم الاجتماع

مفهوم الأسرة في علم الاجتماع

إن الترقي بالمجتمع ونقله إلى أعلى المستويات بالمستقبل يعتمد على تنفيذ كل فرد لمهامه ووظائفه كاملة، سواء أكانت بداخل المنزل أو خارجه، وتتمثل مراحل ذلك في تربية الأبناء وتنشئتهم بطريقة صائبة تجعلهم راغبين في ترك بصمة إيجابية بالمجتمع مستقبلًا ومحبّين لوطنهم ومن حولهم، وأولى المراحل يأتي من التعرف والإلمام بمفهوم الأسرة في علم الاجتماع وما تضمنه من معلومات رئيسية، ونعرضه من خلال الفقرات التالية:

  • الأسرة هي وحدة التنشئة الاجتماعية التي تم وضعها تحت الدراسة والتحلل والبحث لعلماء الاجتماع، حيث تشمل الكثير من الوظائف والركائز والمهددات وغيرها.
  • بالتالي فإن مفهوم الأسرة في علم الاجتماع هو: مجموعة حميمية من الأفراد الذين توجد علاقة رابطة فيما بينهم سواء أكانت قرابة أم نسبًا أم سكنًا مشتركًا، وهي المؤسسة التربوية الأساسية التي تستند إلى إنشاء الأبناء بطريقة سليمة وصحيحة، وهي من الوحدات الاجتماعية التي صمدت أمام التغيرات الزمنية وعوامل التطور.
  • فالأسرة بصورة عامة هي مجموعة من الأفراد الذي تربط فيما بينهم علاقة زواج أو إنجاب أو أخوة أو غير ذلك، ومن الأسر ما تتواجد بينهم علاقة قانونية، فالأسرة هي اللبنة الرئيسية والوحدة الأولى التي تتشكّل منها المجتمعات.
  • وهي التي تقوم بتنشئة شخصية الفرد، فمن الأسرة وطريقة تربيتها تنبثق الأخلاق والمعارف والميول والدين وغيرها، ويحصل منها على الاستقرار والأمن الذي يحتاج إليه.
  • ذُكر في المادة رقم 16 في المادة الثالثة من إعلان حقوق الإنسان العالمي أن “الأسرة هي الوحدة الطبيعية الأساسية للمجتمع ولها حق التمتع بحماية المجتمع والدولة” وأيضًا المادة 23 من العهد الدولي للحقوق السياسية والمدنية.

تعريف الأسرة في الإسلام لغة واصطلاحا

  • تعتبر الأسرة هي أولى اللبنات وحجر الأساس الذي يتألف منه المجتمع، وقد حرص الدين الإسلامي على صلاحها منذ البدء بخطوة عقد الزواج، وقد ذكر في هذا الباب الكثير من الأحكام والقواعد المُنظمة لعقد الزواج والتي تجعله من المؤسسات الدينية الاجتماعية الهامة.
  • ومن الواجب أن يكون الرجل والمرأة المتزوجين شريكي حياة لديهما أهداف سامية، وراغبين في تحقيق مصالح مشتركة دينية ودنيوية تُرضي الله -عز وجل-، وهو ما ينعكس على المجتمع بكونه سليمًا وأفراده صالحين ومتماسكين، أما إن كانوا متفككين فإن المجتمع ينهار.
  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمِهم وتعاطفِهم كمثلِ الجسدِ الواحدِ إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسدِ بالحمى والسهرِ” (حديث صحيح).
  • في الشريعة الإسلامية تم تنظيم العلاقة ما بين الزوجين، وما بين الآباء والأبناء والعكس، وأمر بطاعة وبرّ الوالدين للحفاظ على سلامة الأسرة، وهو ما يعمل على إعداد المُسلم بشكل صحيح يتوافق مع ما أمر الله تعالى به وتجنب ما نهى عنه، ويتم التعرف على كل ذلك من القرآن الكريم والسنة النبوية.

أنواع الأسرة في علم الاجتماع

يشتمل مفهوم الأسرة في علم الاجتماع على أنواع عدّة تختلف تبعًا لاختلاف عدد الأفراد والمهام والترتيب وغيرها من العوامل، وقد تنوعت مفاهيم وأشكال الأسر المنبثقة من مفهومها التقليدي بعد التطوير، وهي كالآتي:

  • الأسرة الزوجية أو النووية: هي الأسرة المكونة من الأب والأم، والأبناء الذين لم يتزوجوا بعد، وهي نوعمن أنواع الأسرة الأبوية التي يكون الذكور هم المسيطرين بها والمسؤولين.
  • الأسرة الأمومية: هي الأسرة التي تتألف من الأم والأطفال فقط، فيكون الأب مفقودًا لعوامل كثيرة مختلفة حسب ظروف وحياة كل أسرة والأحداث التي واجهتها.
  • أسرة القرابة: هي الأسرة التي تتألف من الأب والأم والأطفال وأقارب غيرهم، فهي أسرة زوجية أضيف لها أقارب آخرون غير الأفراد الأساسيين.

وظائف الأسرة حسب علم الاجتماع

إن تأدية أفراد الأسرة لأدوارهم بشكل صائب يعتمد على الوظائف التي يقومون بها، فمن المتعارف عليه أنه عندما يُنقص فرد منهم أمرًا يتزعزع الاستقرار الأسري وتُصبح البنية مهددة بكثير من الأضرار، لذا من الضروري أن تتعرف كل أسرة على مهامها ووظائفها الرئيسية، والتي نعرضها كما يلي:

  • العمل على توفير الاستقرار والأمن كاملًا من النواحي النفسية والعاطفية، وذلك لجميع أفراد الأسرة.
  • التعزيز من الاستقرار والنظام في الإطارة المجتمعي وتقديم ضمان لاستمراريته.
  • إتاحة إمكانية الحصول على كافة المتطلبات والاحتياجات الخاصة بأفراد الأسرة كلهم، وذلك في سبيل توفير الحياة الكريمة وعدم إنقاص أي عامل رئيسي أو أمر يؤثر بالسلب عليهم؛ ومن ذالك على سبيل المثال السكن والطعام والملبس.
  • إدارة المجتمع هي وظيفة رئيسية لدى الأسر، وتتم منن الناحية البيولوجية التي تتمثل في إنجاب الأطفال، أو من الناحية الاجتماعية التي تتمثل في تنشئة الأفراد اجتماعيًا.
  • تعتبر الأسرة هي المسؤول الأول عن مجموعة من المهام والوظائف وتحقيق الركائز المحددة؛ ومنها على سبيل المثال تقديم الرعاية للمرضى وذوي الاحتياجات الخاصّة، بالإضافة إلى تنشئة الأبناء أو الأطفال، ويتم ذلك من خلال مشاركة الأفراد المسؤولين وتوزيع المهام.

مقومات وركائز تحتاجها الأسرة للنشأة السليمة

بعد التعرف على عدة تعريفات ضمن مفهوم الأسرة في علم الاجتماع ومعلومات أساسية مرتبطة بها نتطرق إلى الإلمام بأبرز الركائز والمقومات التي تحتاج إليها الأسر حتى تنشأ تنشئةً سليمة، وهي تتمثل فيما يلي:

  • رعاية وحماية: ينبغي أن تتوافر الحماية والرعاية بأسسها لدى كافة أفراد العائلة، فهي ما يوفر كافة الاحتياجات الرئيسية للصحة والجسد لدى كل شخص.
  • مودة وتواصل: يتوجب أن يكون أفراد الأسرة متعاطفين مع بعضهم البعض وبينهما صلة وثيقة ورابط تواصل دائم؛ فهو ما يعمل على تعزيز أواصر العلاقات فيما بينهم وقوتها ويحفظهم
  • غذاء: يعتبر الغذاء من الاحتياجات الإنسانية المُلحة، ومن الضروري توافره لدى الأسر والمسكن لأنه من الحقوق التي لا يتم التفاوض بها، فهو ركيزة أساسية في الحياة وبناء الأسرة.
  • تعليم: إن التربية والتعليم عاملين رئيسيين من الضروري توافرهما لدى الأهل، حيث يتم الاعتماد بالنسبة الأكبر على التربية المنزلية أولًا ثم التعليم المدرسي، فهو ما يجعل الفرد صالحًا ومؤثرًا في مجتمعه بطريقة صائبة.
  • مسكن: من العوامل الرئيسية لحفظ الحقوق والكرامة هو توافر المسكن لدى كل فرد وعائلة، وهو ركيزة رئيسية في التنشئة بشكل صحيح.

أسباب مهددة لبنية الأسرة

في مقابل الركائز المساعدة على التنشئة السليمة ضمن مفهوم الأسرة في علم الاجتماع توجد مجموعة من العوامل المهددة لبنية الأسرة، والتي قد تؤدي إلى إلحاق الضرر بها، لذا نتعرف فيما يلي على الأسباب التي تُهدد بنية الأسر:

  • من الممكن أن يكون الوالدين عُرضة للطلاق أو الانفصال، وهو ما يؤثر بشكل سلبي على باقي الأفراد من الأبناء وغيرهم.
  • كثيرًا ما تمتلئ المنازل بالعنف والشجار والتصادم خلال المناقشات، وهو ما ينعكس بالسلب على الأسرة فيؤدي إلى حدوث تغيرات كثيرة سلبية.
  • الاختلاف في المستويات الثقافية بين أجيال الأسرة الواحدة يُهددها بالضرر، فالتفاوت والتباين يُحدث فرقًا كبيرًا قد يُظهره البعض بشكلٍ خاطئ.
  • إذا أهمل واحد من أفراد الأسرة واجباته ومهامه فإنه يؤثر بالسلب على بنية الأسرة المتكاملة، والتي تؤثّر وتتأثر ببعضها البعض.
  • تُحدث المشكلات والأزمات الكبرى والطائرة أثرًا كبيرًا في تهديد بنية الأسرة؛ ومنها المرض المفاجئ لفرد من العائلة، أو الإدمان، أو التعرض لمشكلة مادية أو غير ذلك.
زر الذهاب إلى الأعلى