مواصفات الحجاب الشرعي

مواصفات الحجاب الشرعي

حتى يكون الحجاب شرعيًا متكاملًا ومطابقًا لما أمر به الله -عز وجل- لا بد من استيفاء مجموعة من مواصفات الحجاب الشرعي وعدم إغفالها أو تناسي واحدة منها، فالحجاب الشرعي الصحيح يوجب الالتزام بما ذكر عن مواصفاته في القرآن الكريم والسنة النبوية؛ وذلك لنيل رضا الله -سبحانه وتعالى- ورجاء الفوز بمرضاته وجناته، وفيما يلي نتعرف على صفات الحجاب الشرعي بالإسلام:

• أن يكون الحجاب فضفاض وسميك: ينبغي الحرص على عدم ارتداء الملابس الضيقة التي تصف وتكشف كل أجزاء البدن، فمن الضوري أن يتصف الحجاب الشرعي بكونه فضفاض، كما أن سماكة الحجاب الشرعي تصنع فارقًا في عدم تحديد تفاصيل البدن، فمن الضروري أن يكون سميكًا صفيقًا.
• ألا يكون الحجاب رقيق: إذا كان الحجاب رقيقًا فإن ما تحته يظهر ويُكشف للرجال الأجانب، وهو ما يؤدي إلى إثارة الفتنة،لذا ينبغي أن يتحقق مفهوم الستر كاملًا بالحجاب الشرعي.
• ألا يكون لباس شهرة: من الضروري ألا يظهر الخيلاء والإسراف على الحجاب الشرعي الصحيح ويُصبح وكأنه لباس شهرة.
• تجنب التشبه بالرجال حين ارتدائه: نهى الدين الإسلامي عن التشبه بالرجال في كافة الحالات؛ ويرجع واحد منن أسباب النهي إلى تغيير خلق الله -جلّ وعلا-، ومخالفة مواصفات الحجاب الشرعي الصحيحة.
• ألا يكون من لباس أهل الكُفر: تم التعارف على أنواع محددة من اللباس تتبع أهل الكفر والفسق والمجون، لذا ينبغي تنجبها خاصة وإن كان عليها صورة لصليب أو كلمات أجنبية تحمل معاني سيئة أو ما يشابه ذلك، فالمرأة المسلمة الشريفة العفيفة مكانتها أعلى وأرقى من ارتداء تلك الملابس المنهي عنها.
• عدم التزين أو التعطر: من الأمور المنهي عنها للمسلمة أن تخرج من بيتها وهي متعطرة، ويدخل ذلك في إطار مواصفات الحجاب الشرعي؛ فمن الواجب أن يكون خاليًا من العطور الظاهرة.
• أن يستوعب جميع البدن: يحب أن يستر الحجاب الشرعي كل أجزاء الجسم، فلا يقتصر على تغطية الرأس والشعر أو جزء من البدن فقط، بل واجب أن يكون سترًا وتغطية لكل أجزاء البدن كما أوجبت الشريعة الإسلامية السمحة.

تعريف الحجاب

من التساؤلات البارزة في مواصفات الحجاب الشرعي هي تعريف الحجاب لغويًا واصطلاحًا، حتى يتم الإلمام بكافة جوانبه، فهو حامل لدلالات كثيرة مثل قوله تعالى: (وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ) ومعناه حاجز في الدّين، وفيما يلي نتعرف مجملًا على مفاهيم الحجاب:

• التعريف اللغوي للحجاب: معنى الحجاب لغة هو الستر، ويُقال “حَجَب شخص الشيء” أي ستره، وتحجّب أي سُتر وكان مستترًا من وراء حجاب فلا يراه الناس ويُصبح محجوبًا عنهم، ويُقال فلان الحاجِب أي البوّاب وهي من الصفات الغالبة وجمعه “حُجَّابٌ” و”حَجَبةٌ”، وما حال بين شيئين فهو حِجاب.
• تعريف الحجاب شرعًا: الحجاب الشرعي هن الذي يستر بدن المرأة أو جسدها فلا يصفّه أو يشفّه، ويحمل معنى حجب المرأة المسلمة عن أنظار الرجال الأجانب من غير المحارم، فالتعريف شرعًا متوافق مع التعريف لغةً وهو الستر، وبشكل إجمالي هو ستر كافة أجزاء بدن المرأة من الأعلى وحتى الأسفل، وله مجموعة من المزايا والمواصفات الضروري توافرها باللباس ليكون شرعيًا وذُكرت في الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة، ونُطلعك عليها ضمن مواصفات الحجاب الشرعي.

حكم الحجاب الشرعي مع الأدلة

حكم الحجاب الشرعي واجب وفرض على جميع المسلمات والمؤمنات بأدلة قطعية ذُكرت في الكتاب والسنّة وإجماع علماء الدين الإسلامي، وفيها اقتداء بأمهات المؤمنين والصحابيات -رضي الله عنهن-، فقد قال الله تعالى: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) سورة الأحزاب آية 53.

أدلة الحجاب في القرآن والسنة

• قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) سورة الأحزاب، آية 59.
• قال تعالى: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ) سورة النور، آية 31.
• قال تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) سورة الأعراف، آية 26.
• روى عبد الله بن مسعود عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “المرأةُ عورةٌ فإذا خرجتْ اسْتَشْرَفَها الشيطانُ وأقربُ ما تكونُ مِن وَجْهِ ربِّها وهي في قَعْرِ بيتها” (حديث صحيح).

ما هي فضائل الحجاب الشرعي؟

بعد التعرف على مواصفات الحجاب الشرعي بصورةٍ مجملة نتطرق إلى عرض أهم فضائله وإيجابياته التي تعود على المرأة بالراحة والحماية، وهي كالآتي:

• يحمس الحجاب الشرعي أعراض المسلمة ويحرسها.
• يعتبر الحجاب الشرعي من العلامات المميزة للمسلمات العفيفات الطاهرات.
• حينما ترتدي الفتيات والسيدات الحجاب فإن المجتمع يحصل على الوقاية والحماية من أمراض القلوب بصورة عامة.
• يحفظ الحجاب حياء المسلمة وفضائلها، وهو حصانة من الوقوع في الزنا.
• يساعد في الحفاظ على مكارم الأخلاق؛ ومنها الحياء والغيرة والحشمة.
• يساعد على تطهير قلوب المؤمنين والمؤمنات.
• الحجاب الشرعي من دلالات تمام الإيمان والتقوى.
• يعتبر الحجاب بمثابة درعٍ واقٍ من السفور والتبرّج.
• يُحصن الحجاب النفس من الوقوع في الشهوات.