الصحة النفسية

الرهاب الاجتماعي والاكتئاب العلاقة بينهما وطرق العلاج

الرهاب الاجتماعي والاكتئاب

هل يرتبط كل من الرهاب الاجتماعي والاكتئاب؟ إذ انتشرت مجموعة مختلفة من الأبحاث والدراسات العلمية التي تهتم في مضمونها بشأن اضطراب القلق الاجتماعي وخطر الإصابة بمرض الاكتئاب.

من هذا المنطلق، نوضح عبر النقاط التالية أهم الأمور التي تم الإشارة إليها في هذا الشأن وفقًا للعديد من الأبحاث والدراسات.

  • في البداية لا بد من توضيح الفارق بين كل من الاكتئاب، واضطراب القلق الاجتماعي.
  • إذ يشار إلى الاكتئاب بكونه أحد الأمراض النفسية التي تصيب عدد لا بأس به من الأفراد، ويكون عبارة عن شعور دائم بالحزن الغير مبرر، دون وجود سبب مادي ملموس، وواضح.
  • أما القلق أو الرهاب الاجتماعي فهو واحد آخر من الاضطرابات النفسية التي يشعر فيها المريض بالخوف الشديد عند مواجهة أي تفاعلات اجتماعية.
  • حيث يجد المريض صعوبة في تكوين الصداقات، أو الاستمرار في علاقات وثيقة، وهو ما يؤدي بدوره إلى الخوف من التفاعلات والعلاقات الاجتماعية.
  • كما يمكن اعتبار هذا المرض أحد الاضطرابات العقلية المزمنة التي تتفاقم إذا لم يتم اللجوء إلى طرق العلاج المتنوعة الخاصة بها، وتعلم المهارات التي تساعد في مواجهة المخاوف.
  • أشارت مجموعة من الدراسات إلى كون العرضين مرتبطين ببعضهما البعض في الكثير من الحالات، ولكن في البداية يتم تشخيص المريض بالرهاب الاجتماعي، ثم يتعبه الاكتئاب.
  • كما تؤدي أعراض الرهاب الاجتماعي إلى عدد آخر من الأعراض؛ وأهمها:
    • الشعور الدائم بالإحباط.
    • بالإضافة إلى الإحساس باليأس.
    • العزلة المستمرة.
    • بجانب مجموعة أخرى من المشاعر التي يكون نهايتها الاكتئاب.

أعراض الرهاب الاجتماعي

لا يمكن اعتبار الخجل من بعض المواقف المحددة، أو عدم القدرة على التعامل في بعض المواقف الاجتماعية أحد أعراض الرهاب الاجتماعي؛ لا سيما لدى الأطفال.
حيث تتفاوت نسب الشعور بالراحة من عدمها في التفاعلات الاجتماعية من شخص لآخر، بناءً على مجموعة من الصفات الشخصية الخاصة به، وما يمر به من تجارب على مدار حياته. 

غالبًا مال تتمثل أشهر الأعراض الخاصة بالرهاب الاجتماعي في الخوف والقلق والرغبة المستمرة بالعزلة لدرجة تؤثر على العلاقات الاجتماعية والأنشطة اليومية.
بينما تبدأ هذه الأعراض في أغلب الحالات في مراحل المراهقة، وفي بعض الأحيان يظهر الأمر لدى الأطفال أو البالغين.
أما عن أعراض الرهاب الاجتماعي والاكتئاب فتتمثل فيما يلي:

الأعراض الشعورية والسلوكية

الرهاب الاجتماعي والاكتئاب العلاقة بينهما وطرق العلاجt
  • القلق المستمر من الأحكام السلبية، ومحاولة تجنب المواقف التي تؤدي إلى حكم مسبق، أو سلبي.
  • بالإضافة إلى الخوف الدائم من التعرض إلى السخرية، أو إحراج النفس.
  • تجنب التعامل مع الغرباء، أو التحدث معهم.
  • بالإضافة إلى القلق من ظهور التوتر وعدم القدرة على التعامل أمام الأشخاص الآخرين.
  • توقع السيء دائمًا خلال أي التفاعلات والتعاملات الاجتماعية.
  • بالإضافة إلى التركيز على العيوب في الشخصية، وعدم القدرة على التعامل مع الآخرين.
  • القلق من ظهور بعض الأعراض الجسدية التي تثبت التوتر، أو القلق، وهو ما يسبب الإحراج لدى المريض؛ من هذه الأعراض:
    • احمرار الوجنتين.
    • التعرق أو الإصابة بالرعشة.
    • ارتجاف الصوت.
  • الابتعاد عن المواقف والتفاعلات الاجتماعية التي يكون بها الفرد محورًا للاهتمام.
  • بجانب الابتعاد عن المواقف التالية:
    • التوجه إلى الحفلات أو الأماكن الاجتماعية.
    • الذهاب إلى مكان الدراسة، أو وجهة العمل.
    • تجنب بدأ المحادثات مع الآخرين.
    • تجنب التواصل البصري.
    • بالإضافة إلى الابتعاد عن الارتباط والمواعدة.
    • عدم إرجاع المنتجات للمتاجر، أو تناول الطعام مع الآخرين، وحتى استخدام المراحيض العمومية.
  • الشعور الدائم من الموقف أو النشاط الاجتماعي قبل حدوثه.
  • من الممكن للأطفال أن يعبروا عن الرهاب الاجتماعي، أو عدم القدرة على التعامل مع الآخرين عن طريق البكاء، أو التعلق الشديد بالوالدين، ورفض الحديث في التفاعلات والأنشطة الاجتماعية.

الأعراض الجسدية

بالإضافة إلى الأعراض التي وضحناها سابقًا هناك بعض الأعراض الجسدية التي تظهر لدى مريض الرهاب الاجتماعي إذا واجه موقف يثير مخاوفه؛ أهمها:

  • احمرار الوجنتين.
  • زيادة سرعة ضربات القلب.
  • الإصابة بالرعشة، أو الارتجاف.
  • التعرق.
  • الإصابة برغبة في تقيؤ، والإصابة باضطرابات المعدة.
  • بالإضافة إلى الشعور بعدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي.
  • الشعور بالدوخة، وفقد الاتزان.
  • بجانب الإحساس بالفراغ الداخلي، وكأن عقلك لا يقوى على التفكير.
  • توتر العضلات.

أسباب الرهاب الاجتماعي

الرهاب الاجتماعي والاكتئاب العلاقة بينهما وطرق العلاجt

يعتبر الرهاب الاجتماعي من الأمراض النفسية التي تصيب الفرد كغيرها من الأمراض العقلية، والتي ترجع في الأساس لعدد من من الأسباب الأساسية، والتي تتعدد بها العوامل التي تزيد من أعراضها، أو تقصها.
إذ يمكن أن يكون للأمر علاقة بالعوامل البيولوجية والبيئية، ومن أهم الأسباب لمرض الرهاب الاجتماعي نجد ما يلي:

  • عوامل وراثية، فمن الممكن للاضطراب الاجتماعي أن يكون ناتجًا عن بعض الجينات الوراثية، في حال كان أحد أفراد العائلة مصابًا به.
  • بنية وتركيب الدماغ، من الممكن لجزء محدد في الدماغ؛ وتحديدًا منطقة  اللوزة أن يكون سببًا رئيسيًا في الإصابة بها المرض، وهذا بسبب كونه المسؤول عن الاستجابات للخوف.
  • لهذا يمكن أن يصاب الفرد الذي يملك اللوزة المفرطة في النشاط  بالرهاب الاجتماعي؛ نتيجةً لزيادة الخوف والقلق.
  • البيئة المحيطة، يمكن للبيئة المحيطة بالفرد أن تكون واحدة من أهم العوامل التي من خلالها يبدأ شعور المرء بالخوف الاجتماعي، وفي هذه الحالة غالبًا ما يكون الأمر سلوكًا مكتسبًا.

أما عن عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بالاضطراب أو الرهاب الاجتماعي فتتمثل فيما يلي:

  • التاريخ العائلي، حيث تزيد فرصة الإصابة بالرهاب الاجتماعي في حال إصابة أحد أفراد العائلة.
  • المرور بالتجارب السلبية، خاصةً في حال الأطفال الذين يمرون بضائقة أو تنمر، وإهانة ونبذ في مراحل مبكرة من الطفولة، وغيرها من مواقف سلبية تؤثر على الفرد.
  • الحالة المزاجية للفرد، في حال كان الطفل منذ صغره يشعر بالخجل، والرغبة الدائمة في الانسحاب، غالبًا ما تزيد فرصة إصابته بالرهاب الاجتماعي.
  • غالبًا ما يبدأ هذا المرض في مراحل المراهقة، والبلوغ، وهذا نتيجةً للمتطلبات الحياتية والاجتماعية الجديدة.
  • كما يمكن أن تكون الإصابة بصفة أو مظهر معين يجذب الانتباه للشخص بشكل دائم من أهم الأسباب التي من خلالها يمكن الإصابة بالرهاب الاجتماعي.

متى يجب زيارة الطبيب؟

من الممكن أن تتغير أعراض الرهاب الاجتماعي والاكتئاب بمرور الوقت؛ فمن الممكن أن تشتد في بعض الحالات.
خاصةً عند مواجهة التوتر والمواقف التي تثير المرض بشكل كبير.

  • بالرغم من أن تجنب المواقف التي تثير لدى المريض الرهاب الاجتماعي؛ إلا أن الأمر يستمر في التطور في حال عدم الحصول على العلاج المناسب.
  • لهذا لا بد من زيارة الطبيب النفسي بمجرد الشعور بعدم القدرة على التعامل بشكل طبيعي في المواقف الاجتماعية، والتأثير بشكل كبير على حياتك اليومية.
  • بالإضافة إلى أنه لا بد من التوجه إلى الطبيب في حالة الشعور بالهلع والخوف في واحد من المواقف الاجتماعية العادية.

مضاعفات الإصابة بالرهاب الاجتماعي

يمكن للرهاب الاجتماعي أن يسبب مجموعة من المضاعفات الخطيرة في حال عدم اللجوء إلى علاجه، ومن الممكن أن يؤثر الأمر بشكل سلبي على أمور محددة في الحياة اليومية، ومن م مضاعفات المرض نجد ما يلي:

  • عدم الثقة بالنفس.
  • بالإضافة إلى التردد الدائم، وعدم التيقن من الأمور.
  • النظر إلى النفس بشكل سلبي.
  • عدم تقبل الانتقاد، والحساسية المفرطة تجاه النقد.
  • الإصابة باضطرابات في المهارات الاجتماعية.
  • بالإضافة إلى الرغبة الدائمة في الانعزال وعدم القدرة على تكوين العلاقات الاجتماعية.
  • ضعف واضح في الحياة التعليمية، والعملية.
  • يمكن أن يلجأ بعض الأفراد إلى الإدمان بأشكاله المختلفة.
  • كما يمكن أن يصل الأمر إلى الانتحار أو محاولة الانتحار؛ خاصةً أن الرهاب الاجتماعي غالبًا ما يكون مصحوبًا بمجموعة أخرى من الأمراض النفسية؛ أبرزها: الاكتئاب الشديد، والإدمان.

علاج الرهاب الاجتماعي

الرهاب الاجتماعي والاكتئاب العلاقة بينهما وطرق العلاجt

تتنوع الطرق التي من خلالها يمكن علاج الرهاب الاجتماعي، ويعتمد الأمر في الأساس على حالة الفرد، ومدى شدة الأعراض الخاصة بالمريض، وتتمثل أنواع العلاج فيما يلي:

  • العلاج النفسي، في هذا النوع من العلاج يعتمد الطبيب في الأساس على معرفة السبب وراء الإصابة بهذا الرهاب، والذي غالبًا ما يكون مرتبطًا بأيام الطفولة.
  • لهذا، ومن خلال التحدث مع المريض يبدأ الطبيب في تغيير الأفكار السلبية لدى المريض إلى أفكار إيجابية، ويبدأ في الإشارة إلى كيفية التعامل مع المواقف التي تثير رهبة المريض.
  • بالإضافة إلى أنه يمكن البدء في مواجهة المواقف التي تثير خوف المريض بشكل تدريجي.
  • العلاج بالاعتماد على الأدوية، غالبًا ما يلجأ الطبيب لهذا النوع من العلاج في الحالات المتأخرة، أو في حال عدم الرغبة في العلاج.
  • في هذه الحالة غالبًا ما يتم الاعتماد على مضادات الاكتئاب بأنواعها المختلفة.
  • بالإضافة إلى أنه ينبغي اعتماد نظام حياة صحي، من أجل إسراع العلاج؛ ومن أهم الأمور التي لا بد من القيام بها؛ ما يلي:
    • تجنب احتساء الكحوليات، أو تناول المخدرات والمواد الممنوعة.
    • ممارسة الرياضة.
    • الابتعاد عن التوتر.
    • الحرص على النوم بشكل عميق، لعدد كافي من الساعات.
    • تناول المأكولات الصحية.

أسئلة شائعة

هل الرهاب الاجتماعي نوع من الاكتئاب؟

لا يعتبر الرهاب الاجتماعي أحد أنواع الاكئتاب، ولكنه واحد من المسببات التي تزيد خطر الإصابة به.

كيف تعالج نفسك من الرهاب الاجتماعي؟

في البداية لا بد من زيارة الطبيب المختص في العلاج النفسي، واتباع الإرشادات والنصائح التي يوضحها، بالإضافة إلى اتباع النصائح التالية:
– تجنب احتساء الكحوليات، أو تناول المخدرات والمواد الممنوعة.
– ممارسة الرياضة.
– الابتعاد عن التوتر.
– الحرص على النوم بشكل عميق، لعدد كافي من الساعات.
– تناول المأكولات الصحية.

المراجع

زر الذهاب إلى الأعلى