القسم الإسلامي

هل فحص المهبل ينقض الوضوء

هل فحص المهبل ينقض الوضوء

تقوم العديد من السيدات بفحص المهبل لأمور مختلفة إما لعلاج ما أو إجراء فحوصات لازمة، ويختلف منهم الكثير حول أن فحص المهبل ينقض الوضوء أم لا، وذلك لأن فحص المهبل يتم من خلال عدة طرق إما باستخدام الأدوات الطبية والمنظار أو من خلال النظر، وفي كل الحالات تختلف السيدات حول نقض الفحص للوضوء أم لا يفسد الوضوء ويمكن الصلاة بعدها.

  • يقول العديد من أهل العلم أنه في حالة الكشف بالنظر فقط فلا يبطل وضوء المرأة ولا الصيام، ويمكن أداء الصلاة من بعد القيام بالفحص دون إعادة الوضوء.
  • أما في حالة استخدام الأدوات الطبية أو اللمس فإن كان بحاجز لا ينقض وضوء المرأة، وفي حالة عدم وجود أي حاجز فتنقض المرأة وضوءها، وتحتاج إلى إعادة الوضوء مرة أخرى بعد الفحص.
  • كما أن اللمس بدون حاجز أثناء الفحص المهبلي يبطل الصيام للمريضة، أما الطبيب أو الطبيبة الفاحصة لا يفسد لهم الصيام.
  • وقد اختلف بعض أهل العلم مع فساد الصيام عند الفحص المهبلي وعدم وجود حاجز، وأضافوا أن الصيام يفسد في حالة تناول أي شئ من الجوف أو انتقال ذلك الشيء إلى الحلق.
  • ويقول البعض الأخرى أن اختلاف العلماء هو أمر محير فلم يتم التوصل إلى إجابة واحدة تؤكد هل فحص المهبل ينقض الوضوء والصيام أم لا، لذلك من الأفضل إجراء فحص المهبل بعد فترة الصيام، ويفضل أيضًا إعادة الوضوء مرة أخرى بعد إجراءه لتجنب حدوث أي خطأ ولقبول الصلاة.

هل يجوز الصلاة بعد كشف الطبيب

في بعض الحالات تحتاج المرأة استشارة الطبيب ويتطلب منها ذلك كشف جزء من الجسم، وتتساءل العديد من السيدات حول إجازة الصلاة بعد كشف الطبيب، أم يجب إعادة الوضوء.

  • ونعرف أن الإسلام قد حث المرأة على حفظ العورات، وعدم كشف الجسم أمام أي غريب، إلا في الحالات الطارئة التي يلزم منها كشف العورة ولا يوجد أي حلول أخرى.
  • لذلك فإن في حالة احتياج المرأة لاستشارة الطبيب وكشف جزء من الجسم، يفضل الذهاب إلى الطبيبة لحفظ العورات وعدم كشف أي جزء من الجسم أمام الطبيب.
  • أما في حالة عدم توفر طبيبة لديها الخبرة الكافية وعدم القدرة على علاج المرض، واضطرت المرأة إلى الذهاب والكشف عند الطبيب ذات الخبرة، فيمكن لها القيام بذلك من أجل الحفاظ على الصحة، والعلاج من المرض.
  • وأضاف أهل العلم أنه عند الكشف الطبيب المختص على المرأة ولمس الجسم لا يتوجب على المرأة الاغتسال، وأضاف بعض العلماء أنه على المرأة إعادة الوضوء بعد الكشف ولمس الطبيب لأجزاء من الجسم للتأكد من قبول الصلاة.

وقد اختلف أهل العلم في نقض وضوء الطبيب بعد الكشف على المرأة ولمس أجزاء من جسم المريضة المختلفة، وهناك العديد من الأقاويل حول ذلك الأمر:

  • القول الأول: هو قول الإمام الشافعي رضي الله عنه قال أن لمس جسد المرأة إما لغرض الكشف أو لأي غرض أخر فهو ناقض الوضوء، ويجب إعادة الوضوء مرة أخرى، وقد استدل الشافعي على ذلك القول من قول الله سبحانه وتعالى في سورة النساء “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُوراً”.
  • القول الثاني: هو قول بعض أهل العلم، الذين قالوا أن لمس الطبيب لجسد المرأة لغرض الكشف وتشخيص الحالة، فهو من الأمور التي لا تنقض الوضوء، ولا يحتاج الطبيب إعادة الوضوء، وتقبل صلاته والله أعلى وأعلم.
  • القول الثالث: هو قول المالكية والحنابلة قالوا إن لمس جسد المرأة يتوقف على تفكير الشخص ففي حالة لمس الجسد للتشخيص والكشف دون التفكير في أي شئ أخر ومبتعدًا عن الشهوة فهو لا ينقض الوضوء ويمكن الصلاة بعد الكشف، أما في حالة لمس الجسد بشهوة ففي تلك الحالة ينقض وضوء الطبيب ويجب إعادة الوضوء مرة أخرى بعد الكشف.

هل إدخال الدواء في المهبل يوجب الغسل

يوجد العديد من الأدوية العلاجية التي قد يضطر المرضى استخدامها عن طريق المهبل، وهنا تختلف الآراء حول وجوب الغسل بعد استخدام تلك الأدوية العلاجية أم لا.

  • واتفق العديد من أهل العلم أنه لا يلزم الغسل بعد استخدام ذلك النوع من العلاج، فعند وضعها دون أن تسبب أي شئ فلا غسل في ذلك والله أعلى وأعلم.
  • واستدل العلماء من قول النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاء”، أي أنه الله هو من أنزل الداء وهو من بيده الشفاء، فعند اضطرار الإنسان إلى استخدام أنواع الأدوية العلاجية التي يوجد حولها خلافات، يمكنه استخدامها للعلاج والشفاء.
  • وأخرج أحمد والأربعة إلا النسائي والحديث صحيح عن أسامة بن شريك قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه عنده كأنما على رؤوسهم الطير، قال: فسلمت عليه وقعدت، قال: فجاءت الأعراب فسألوه، فقالوا: يا رسول الله نتداوى؟ قال: “نعم تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد الهرم، قال: وكان أسامة حين كبر يقول: هل ترون لي من دواء الآن، قال: وسألوه عن أشياء هل علينا حرج في كذا وكذا؟، قال: عباد الله وضع الله الحرج إلا امرأً اقتضى امرأً مسلمًا ظلمًا فذلك حرج، وهلك، قالوا: ما خير ما أعطي الناس يا رسول الله قال: خلق حسن.

مبطلات الوضوء السبعة

ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم كل الأمور التي تبطل الوضوء، والتي عند تعرض الإنسان لها يجب عليه إعادة الوضوء مرة أخرى، حتى تقبل منه صلاته، وتتمثل مبطلات الوضوء في:

  • فقدان العقل: ويعني شرب المسكرات والخمر، أو في حالة النوم، أو فقدان الوعي والتسمم كل تلك الأمور تجعل الإنسان غير واعي، فيكون الإنسان فاقد للوقت والزمن والمكان وغير قادر على الإدراك.
  • القيء: في بعض الحالات يصاب الإنسان بالقيء للعديد من الأسباب المختلفة، ويعتبر القيء من مبطلات الوضوء فلا يمكن الصلاة بعدها ويجب إعادة الوضوء مرة أخرى بعد القيء، واختلف بعض العلماء حول نقض القيء للوضوء فقال بعض العلماء مثل الإمام أبو حنيفة والإمام أحمد قالوا أن القيء لا ينقض الوضوء، وأضاف الإمام أحمد أنه ينقض الوضوء في حالة كثر القيء، وقال الإمام الشافعي أن القيء لا ينقض الوضوء.
  • الدم: قال العلماء أن تدفق الدم من مكان الجرح يعمل على إفساد الوضوء، وذلك لأن ذلك الدم يكون نجس ويحتاج الإنسان إلى إعادة الوضوء، وفي حالة نزف الدم بكثرة فيمكن وضع ضمادة على مكان النزيف والتوضؤ.
  • فترات الدورة الشهرية: تعاني بعض السيدات من نزيف بين فترات الدورة الشهرية، وذلك لعدة أسباب مختلفة، ويعتبر مبطل للوضوء وتحتاج المرأة بعد كل مرة تجد فيها النزيف أن تقوم بالتوضؤ.
  • إفرازات: أي إفرازات تصيب الإنسان مثل البول والبراز والريح والإفرازات المهبلية، تعتبر من مبطلات الوضوء ويحتاج الإنسان إلى التوضؤ من جديد بعد حدوث تلك الأشياء.
  • لحم الإبل: من مبطلات الوضوء ويجب إعادة الوضوء بعد تناوله.
  • لمس العورة: قال العلماء والصحابة ومن بعدهم التابعين أن لمس العورة من مبطلات الوضوء ويجب إعادة الوضوء من بعدها، واختلف معهم الإمام أبو حنيفة حين قال أنها ليست من مبطلات الوضوء ويمكن الصلاة بعدها دون إعادة الوضوء مرة أخرى.

أسئلة شائعة

هل يجوز الصلاة بعد الفحص النسائي؟

يقول العديد من أهل العلم أنه في حالة الكشف بالنظر فقط فلا يبطل وضوء المرأة ولا الصيام، ويمكن أداء الصلاة من بعد القيام بالفحص دون إعادة الوضوء،أما في حالة استخدام الأدوات الطبية أو اللمس فإن كان بحاجز لا ينقض وضوء المرأة، وفي حالة عدم وجود أي حاجز فتنقض المرأة وضوءها، وتحتاج إلى إعادة الوضوء مرة أخرى بعد الفحص.

زر الذهاب إلى الأعلى