التعليم

بحث عن الايمان بالقدر شامل مع المراجع

مقدمة بحث عن الايمان بالقدر شامل مع المراجع

أحد أركان الإيمان الرئيسية تتمثل في الإيمان بالقدر خيره وشره؛ حلوه ومره، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، يقول صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللَّهَ قدَّرَ مقاديرَ الخلائقِ قبلَ أن يخلقَ السَّمواتِ والأرضَ بخمسينَ ألفَ سنةٍ وَكانَ عرشُهُ على الماءِ).
فالإيمان بالغيب هو أحد الثوابت التي لا بد أن يتحلى بها المؤمن.

بحث عن الايمان بالقدر شامل مع المراجع

يمكن اعتبار الإيمان بالقدر، والغيب أحد الاختبارات الصعبة التي لا بد من أن يتحلى بها الفرد المسلم، فمن الصعب الإيمان بشكل مسلم، دون التساؤل عن السبب وراء ما لا نعلم.
لهذا تم اعتبار الإيمان بخير القدر وشهره أحد أركان الإيمان الأساسية، ويمكن اعتبارها مقياس صريح لعلاقة العبد بالمولى عز وجل أمام النفس.

مفهوم الإيمان بالقدر خيره وشره

في البداية لا بد من الإشارة إلى المقصود بكلمتي القضاء والقدر، وهو ما يتضح عبر النقاط التالية:

  • يأتي معنى القدر في اللغة يشير إلى الوصول إلى الشيء، وجاءت الكلمة مصدرًا وأصلًا، فيمكن أن تشير إلى التقدير أو التضييق.
  • أما كلمة القضاء فيأتي الأصل منها دون المد، وتشير في معنها إلى إحكام الأمر ونفاذه.
  • لهذا يأتي مفهوم الإيمان بالقدر خيره وشره بشكلين أحدهما شرعيًا والآخر لغويًا، وفي الحالتين يكون المعنى واسع، وشامل للعديد من الأمور، وأهمها ما يلي:
    • لا بد من إيمان الفرد بأن المولى عز وجل قادر على كل أمور الحياة، وأن المولى هو عالم الغيوب صغيرها وكبيرها.
    • بالإضافة إلى الإيمان التام بأن كافة أمور الإنسان تم إدراجها في اللوح المحفوظ.

وجوب الإيمان بالقدر

جاءت في الآيات والأحاديث النبوية الشريفة الأدلة التي أفادت بوجوب الإيمان بالقدر، واليقين بأن المولى عز وجل هو علام الغيوب ولا يقدر سوى الخير لعباده.
إذ تم تقدير أمور بني آدم منذ الأزل، وجاءت الأدلة في هذا الشأن بالشكل التالي:

  • يقول تعالى في سورة القمر بالآية التاسعة والأربعين: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ).
  • إذ جاء تفسير كلمة بقدر في الآية السابقة وفقًا لابن الجُزي، بأنه سبحانه وتعالى يسر القضاء بشكل مسبق، منذ الأزل، ومن الممكن الإشارة إلى معنى هذه الكلمة بكونها القدر الخاص بالهيئة والوثف، ولكن تم ترجيح المعنى الأول من أغلب العلماء.
  • هذا بجانب قوله تعالى في سورة الأعلى: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى * الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى).
  • فيأتي معنى الآيات صريحًا بالإشارة إلى أن المولى عز وجل قام بتقدير كافة الأمور، وهدى إليه بني آدم، وهي الآية التي يشير إليها أهل السنة لإثبات وجوب الإيمان بالقدر، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الآيات؛ مثل الآية الثانية من سورة الفرقان، والآية الثامنة والثلاثين في سورة الأحزاب، وغيرهم.
  • وجاء جموع العلوم متوافقًا مع سنة النبي صلى الله عليه وسلم حول وجوب الإيمان بالقدر، والتسليم للمولى عز زجل في كافة أمور الحياة، والصبر عن شرور الأقدار.

مراتب الإيمان بالقدر

تتعدد مراتب الإيمان بالقدر، وتنقسم إلى أربع مراتب رئيسية تتمثل فيما يلي:

  • التيقن والإلمام بالعلم الشامل لله عز وجل، وإحاطته بكل شيء، إذ يعلم المولى عز وجل ما كان وما سيكون، وهو العليم بأمر العباد، وآجالهم.
  • اليقين بأن قدر الإنسان منذ الأزل تم إدراجه في اللوح المحفوظ.
  • الإيمان بأن مشيئة المولى عز وجل نافذة، ومحققة.
  • بالإضافة إلى أن المولى عز وجل هو الخالق لكل شيء.

نتائج الإيمان بالقدر

عند الإيمان بالقدر خيره وشره، ما يرضى به الإنسان وما يكره يعود الأمر عليه بمجموعة فريدة من الثمرات تظهر في كافة أمور حياته.
إذ تأتي ثمرات الإيمان بالقدر فيما يلي:

  • يعتبر الإيمان بالقدر هو الوسيلة الأفضل، والوحيد التي يتقين بها إيمان العبد بالمولى عز وجل، وهو سبيل الخلاص من الوقوع في الشرك.
  • كما أنه الوسيلة التي تساعد الإنسان على الاستقامة في طريق الحق، والإسلام في كافة أمور حياته الخير منها، والشر.
  • السعي الدائم إلى إرضاء المولى عز وجل، والدعوة إلى طريقه.
  • مواجهة كافة الأمور التي تواجه الفرد بشكل ثابت، وبرضى تام.
  • يبدأ الفرد في الإلمام بقيمته لذاته التي خلقها المولى عز وجل، ويحاول بشتى الطرق تجنب الوقوع في الفتن والمعاصي.

خاتمة بحث عن الايمان بالقدر شامل مع المراجع

من هذا المنطلق، نشير إلى أن الإيمان بالقدر خيره وشره هو الطريق المختصر، والآمن للنجاة من فت ومعاصي الدنيا، والوصول إلى الخلود في الجنة بسلام، كما ويعتبر الطريقة المثلى التي تساعد الإنسان على الرضى وتقبل شتى أمور حياته بنفس سوية.

المرجع

زر الذهاب إلى الأعلى